أكد خبراء سياسيون سوريون أن مبادرة الأمن العالمي المطروحة من قبل الصين جديرة بالتفكير والاحترام.
أكد الخبير السياسي السوري أسامة دنورة في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء (شينخوا) مؤخرا أن العالم مترابط بحيث لا يمكن تحقيق أمن في مكان دون أمن في بقية العالم، مشيرا إلى أن “الأمن المجزئ بالتأكيد هو ليس أمنا، عندما تنشأ أزمة في إحدى المناطق”، مضيفا أن أي أزمة في العالم، حتى ولو كانت صغيرة، ستكون تداعياتها وارتداداتها كبيرة وستشمل معظم دول العالم. و رأى أن مبادرة الأمن العالمي ومفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام الذي طرحتهما الصين جديران بالتفكير والاحترام “سواء في النطاق الإقليمي أو على المستوى الدولي”.
و تابع أن مبادرة الأمن العالمي هي الضامن الحقيقي لسلام واستقرار العالم لأنها تسعى إلى التعاون والاحترام المتبادل، معربا عن أمله في تحقيق “الاستقرار بشكل أكبر بكثير مما هو موجود اليوم”. فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، أشار دنورة إلى أن الولايات المتحدة تتبع الأحادية، هدفها الرئيسي هو الهيمنة الأمريكية نظرا لقواعدها العسكرية الكثيرة حول العالم. و قال إن الولايات المتحدة هى “قوة تعيش على إنتاج الحروب حول العالم وتستخدم في هذا الإطار ذرائع مختلفة بعضها أيديولوجي وبعضها يتعلق بمزاعم نشر الديمقراطية وهي عناوين معروفة”.
و شدد دنورة على أن استمرار الولايات المتحدة في هيمنتها على العالم يقتضي إثارة الصراعات لكي يكون هناك تدخل عسكري أمريكي بالحجج الأنفة الذكر وتكون هناك طلبيات للسلاح الأمريكي، منوعا بأن الدور الأمريكي في المنطقة وخاصة منذ 2011 “تدميري”. من جانبه، رأى المحلل السياسي السوري محمد العمري أن مبادرة الأمن العالمي التي قدمتها الصين تعتمد على وسائل وآليات التعاون وليس على الانفراد بالتحكم بالقرار السياسي، معتبرا “أنها الأفضل للحفاظ على صيغة الأمن الجماعي الدولي”.
و أكد لـ(شينخوا) أن الأحادية الأمريكية أدت إلى نشوب الحروب والغزوات في بعض الدول كما حصل في السابق. و أردف العمري قائلا إن الأحادية كانت لها تأثيرات سلبية على سوريا، مشيرا إلى الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة في سوريا، وفرضها الحصار الاقتصادي، ما أدى إلى تراجع مستوى المعيشة وخلق أزمات إنسانية تتمثل بالهجرة.
و أشار إلى أن الولايات المتحدة عرقلت الحل السياسي واستمرت “حتى اللحظة في محاولة سلبه من السوريين، وخلق حالة من الفوضى بشكل دائم، ومحاولة فرض الإملاءات سواء دستورية أو سياسية وغيرها”. و أضاف العمري أن الذهاب نحو التعددية الدولية يتطلب تفعيلا حقيقيا للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وعدم استغلالها والتعاون المتساوي بين الدول وهو “ليس الاحتكاري كما تسعى إليه الولايات المتحدة”.
(المصدر: شينخوا)