أعلن وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان، مساء اليوم الثلاثاء، أنه تم طي كامل لنقاط الخلاف مع قطر وعودة كاملة للعلاقات بين الدول الأعضاء ومصر.
عبر بن فرحان، في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف في ختام أعمال القمة الخليجية الـ41 في محافظة العلا السعودي، عن تطلعه بأن ما تحقق بتوقيع (بيان العلا) صفحة جديدة في سبيل تحقيق أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، بعيدا عن كل المسببات والمنغصات الماضية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
و أفاد بالتزام الدول الأطراف بإنهاء جميع الموضوعات ذات الصلة، وذلك انطلاقا من حرصها على ديمومة ما تضمنه البيان، وأن يُعزز التعاون من خلال المباحثات الثنائية والتنسيق فيما بينها، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة بجميع صوره. و أشار إلى أن البيان أكد على الروابط والعلاقات الوثيقة والراسخة لدول المجلس التي قوامها العقيدة الإسلامية والمصير المشترك، مما يدعوها لمزيد من توطيد تلك العلاقات وتغليب مصالحها العليا.
و أوضح أن القمة الخليجية اكتسبت أهمية بالغة كونها أعلت المصالح العليا لمنظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن القومي العربي، لترسل رسالة إلى العالم أجمع أنه « مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد إلا أن حكمة قادة دول المجلس قادرة على تجاوز كل ذلك ». و أشار وزير الخارجية إلى أن الدول الأطراف أكدت تضامنها في عدم المساس بسيادة أي منها أو تهديد أمنها، أو استهداف اللحمة الوطنية لشعوبها ونسيجها الاجتماعي بأي شكل من الأشكال.
و نوه بأن قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي ناقشوا العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب تنسيق المواقف الجماعية تجاهها. و وقع قادة الدول الخليجية ورؤساء الوفود المشاركة في القمة الخليجية التي عقدت اليوم في محافظة العلا السعودية على « بيان العلا » الخاص بالمصالحة بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها.
و قد جاءت مراسم التوقيع بعد نهاية القمة التي نظمت بحضور كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس). و مشاركة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية المصري سامح شكري. و أعتبر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح توقيع بيان « العلا » بالإنجاز التاريخي.
و استذكر خلال كلمة القاها في القمة الخليجية الدور المخلص والبناء الذي بذله في هذا الصدد أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أسهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق. و بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود خلال ترأسه الجلسة أن البيان يؤكد على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين الدول والشعوب.
و جاءت هذه القمة لتشكل صفحة جديدة للتعاون الخليجي بعد تحقيق المصالحة ما بين دول المجلس وقرار السعودية يوم أمس الإثنين بفتح حدودها الجوية والبرية والبحرية مع قطر بعد ما يزيد من 3 سنوات من المقاطعة وكذلك مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة مترأسا وفد بلاده. و اندلعت الأزمة في 5 يونيو العام 2017 بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بدعوى دعم و تمويل الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأربع، و هي التهم التى نفتها الدوحة مرارا.
و فرضت الدول الأربع على قطر مقاطعة اقتصادية وأغلقت جميع منافذها أمامها برا وبحرا وجوا ضمن إجراءات عقابية أخرى، ثم تقدمت بـ13 مطلبا لعودة العلاقات رفضتها قطر لأنها تتصل بالسيادة، على حد قولها.
(المصدر: شينخوا)