أثارت حادثة مقتل امرأة بأيدي الحوثيين، أمام أطفالها وسط اليمن، غضبا واسعا في البلاد، وتحولت الواقعة إلى قضية رأي عام، وسط سخط شعبي كبير.
أمس الخميس، قتلت اليمنية أحلام العشاري، بعد الاعتداء عليها بأعقاب البنادق من قبل مسلحين حوثيين اقتحموا منزلها في مديرية العدين بمحافظة إب، الواقعة تحت سيطرة الجماعة منذ ست سنوات، وفق مصادر حقوقية وإعلام محلي. و قالت منظمة « سام » للحقوق والحريات (أهلية مقرها جنيف)، في بيان الجمعة، إن العشاري ( 25 عاما) قتلت فجر الخميس، في منزلها وبين أطفالها، بعد الاعتداء عليها بوحشية مفرطة من قبل قوات حوثية، يقودها العقيد شاكر الشبيبي، الملقب بـ »أبو بشار ».
و أضافت المنظمة، أن » اقتحام منزل العشاري جاء بحثا عن زوجها »، دون توضيحات عن أسباب ذلك، لكن يعتقد أنه معارض للجماعة، التي سبق أن اقتحمت العديد من المنازل بحثا عن معارضين. و أوضحت أن « مليشيا الحوثي أطلقت يد مسلحيها لارتكاب أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين، على رأسهم الفئات الأشد ضعفا كالنساء والأطفال، وسط عجز مجتمعي داخلي عن إيقاف هذه الانتهاكات، وصمت دولي مستمر ».
طفلان يبكيان على جثمان القتيلة
جذبت الحادثة انتباه الرأي العام بشكل واسع، بعدما نشر نشطاء، صورة لاثنين من أطفال العشاري، وهما يبكيان ويضعان رأسيهما على جثمان والدتهما القتيلة. و نشر النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسمي « الحوثي يقتل النساء في إب »، و »أحلام العشاري ». و نددت منظمات دولية حقوقية بحادثة القتل، بينها منظمة « رايتس رادار » للحقوق والحريات (أهلية مقرها هولندا)، والمركز الأمريكي للعدالة (حقوقي مقره الولايات المتحدة) ».
و طالب نشطاء بضرورة الانتصار لقضية العشاري، مناشدين الحكومة الشرعية وأهالي إب العمل على تحرير المحافظة من الحوثيين. و قال الناشط الإعلامي محمد التويجي، للأناضول، إن « العشاري شهيدة الكرامة اليمنية المستباحة بطول البلاد وعرضها ». و أضاف: « لا خيار أمام اليمنيين لاستعادة حياتهم وكرامتهم إلا بتوحيد الكلمة والبندقية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية التي انتهكت كل شرائع السماء وقوانين الأرض وآدمية الإنسان ».
بدورها، تساءلت أمة السلام الحاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين اليمنية (أهلية نسوية)، في تغريدة عبر تويتر، « إلى متى هذا الإجرام الذي يرتكبه الحوثي؟ ». و أردفت: « في السجون يقتل الأبناء وفي البيوت تقتل الأمهات (..) قتل الأم (العشاري) أمام أولادها جريمة ضد الإنسانية ».
لا سلام دون مقاومة الحوثي
مقتل العشاري، أدى إلى استهجان من قبل الحكومة اليمنية، التي نددت عبر عدد من مسؤوليها بالواقعة، داعية إلى التوحد « ضد جرائم الحوثيين ». و قال رئيس الحكومة معين عبد الملك، مغردا: « قتل الحوثيين الشهيدة أحلام العشاري في منزلها وأمام أطفالها جريمة بشعة تعبر بوضوح عن حقيقة هذه المليشيا العنصرية ». و اتهم عبد الملك، جماعة الحوثي بأنها « استباحت دماء اليمنيين الأبرياء وفجرت بيوتهم واعتدت على حرماتهم وأعراضهم ».
و شدد بالقول: « لا يمكن لنا كيمنيين بغير مقاومة هذه الجماعة المجرمة وهزيمتها أن نجد السلام، وأن نحفظ الكرامة ». من جانبه، قال وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني، في تصريح صحفي، إن « هذه الجريمة التي هزّت الرأي العام تكشف إرهاب مليشيا الحوثي ». و استطرد: « كما تنصل (الجماعة) من تعاليم ديننا الإسلامي والعادات والتقاليد اليمنية، والقيم والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية، والمعاناة التي يقاسيها المواطنون في مناطق سيطرتها ».
و لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل الحوثيين حيال الحادثة حتى 17:25 (ت.غ)، لكن الجماعة سبق أن أكدت التزامها باحترام حقوق الإنسان. و تخضع إب، إحدى أكثر المحافظات اليمنية سكانا، لسيطرة الحوثيين، منذ نهاية عام 2014. و يشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
و يزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.
(المصدر: الأناضول)