أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الجمعة قرارا بتشكيل حكومة جديدة مناصفة بين محافظات الشمال والجنوب في اليمن برئاسة معين عبدالملك، في خطوة قوبلت بترحيب أممي وإقليمي.

أكد مصدر حكومي يمني اليوم السبت أن الحكومة الجديدة ستعود في أقرب وقت إلى مدينة عدن لأداء مهامها من “العاصمة المؤقتة” جنوبي البلاد. و تتألف الحكومة الجديدة من 24 حقيبة وزارية مناصفة بين محافظات الشمال والجنوب في اليمن، وبمشاركة حزب المؤتمر الشعبي العام، و حزب التجمع اليمني للإصلاح، والمجلس الانتقالي الجنوبي وأحزاب ومكونات أخرى.
و نص قرار الرئيس هادي، على تعيين معين عبدالملك رئيساً للوزراء، وأحمد عوض بن مبارك وزيراً للخارجية، والفريق الركن محمد علي أحمد المقدشي وزيراً للدفاع، واللواء الركن إبراهيم حيدان وزيراً للداخلية. و تولى عبدالملك رئاسة الحكومة السابقة منذ منتصف أكتوبر 2018، وحافظ المقدشي على منصبه المعين فيه منذ نوفمبر 2018.
و شغل بن مبارك منصب سفير اليمن في واشنطن، فيما كان حيدان قائدا للواء الثالث حماية رئاسية. و تم توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة مناصفة بين محافظة الشمال والجنوب اليمني بموجب اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال. و بحسب مصادر حكومية، عين الرئيس هادي، أعضاء الوزارات السيادية، الدفاع والداخلية والمالية والخارجية، مناصفة بين الشمال (دفاع وداخلية) والجنوب (مالية وخارجية).
و ذكرت المصادر أن المجلس الانتقالي الجنوبي حاز خمسة حقائب أخرى، هي الزراعة والري والثروة السمكية، الشؤون الاجتماعية والعمل، النقل، الخدمة المدنية والتأمينات، إضافة إلى وزارة الأشغال العامة والطرق. و حصل حزب المؤتمر الشعبي العام على أربع حقائب وزارية، ومثلها لحزب التجمع اليمني للإصلاح، فيما حصل الحزب الاشتراكي اليمني على حقيبتين وزاريتين.
و تم توزيع باقي الحقائب الوزارية على أحزاب ومكونات أخرى. و قال المصدر لوكالة أنباء (شينخوا) إن الحكومة الجديدة ستعود في أقرب وقت إلى مدينة عدن، مضيفا أن أعضاءها سيؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي في المقر الرئاسي بعدن. و تابع أن الحكومة ستمارس مهامها من مدينة عدن. و كانت الحكومة السابقة تدير عملها من العاصمة السعودية الرياض.
و ذلك عقب سيطرة الانفصاليين على مدينة عدن، واستمرار سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء. و أكد المصدر “أن أمام الحكومة الكثير من الأولويات الملحة”. و يعاني اليمن من أوضاع انسانية وصحية واقتصادية متدهورة، خاصة تهاوي سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية بسبب النزاع الدائر في البلاد بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أواخر العام 2014.
و قالت تقارير محلية اليوم إن أسواق الصرف شهدت تحسنا ملحوظا غداة تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرة إلى تحسن سعر صرف الريال مقابل الدولار الذي سجل اليوم 780 ريالا. و كان سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد خلال الأيام الماضية قد تجاوز حاجز 950 ريالا. و قوبل تشكيل الحكومة الجديدة بترحيب أممي وإقليمي.
و رحب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بالتطورات الإيجابية في تنفيذ اتفاق الرياض، بما في ذلك تشكيل الحكومة الجديدة. و قال المبعوث الأممي في بيان، تلقت (شينخوا) نسخة منه، إن هذه خطوة مهمة لتعزيز الاستقرار وتحسين مؤسسات الدولة ورفع مستوى الشراكة السياسية، وهي أيضًا خطوة محورية نحو حل سياسي دائم للصراع في اليمن.
و دعا غريفيث إلى ضرورة القيام بالمزيد من العمل لإشراك المرأة اليمنية في الحكومة ومناصب صنع القرار. و خلت تشكيلة الحكومة الجديدة من النساء، وذلك لأول مرة منذ عقدين. و نددت الحركة النسوية اليمنية، وهي عدة منظمات نسائية مدنية، بإقصاء من تشكيلة الحكومة الجديدة. و قالت الحركة النسوية في بيان، إنه “بالرغم من أننا نثمن إنجاز تشكيل الحكومة كثمرة لتوافقات القوى السياسية اليمنية في اتفاق الرياض، فإننا نستهجن إقصاء النساء من المشاركة في الحكومة بالمخالفة الصريحة لمخرجات الحوار الوطني”.
و أكدت “على الاستمرار في الحراك النسوي بالمطالبة بتمثيل عادل ومنصف للنساء والشباب للمشاركة في مواقع صنع القرار”. و رحب السفير الأمريكي إلى اليمن كريستوفر هنزل، بتشكيل الحكومة. و قال هنزل في بيان، أهنئ الجمهورية اليمنية على تشكيل حكومة جديدة وشاملة تمثل المكونات السياسية اليمنية. و أضاف السفير الأمريكي “أن هذه الخطوة المهمة في تنفيذ اتفاق الرياض ستساعد على تحقيق التقدم والسلام لجميع اليمنيين”.
بدوره، أكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي في بيان “أهمية هذه الخطوة المحورية في استعادة الأمن والاستقرار باليمن، وتوحيد الصف اليمني وتفعيل مؤسسات الدولة، وتهيئة الأجواء أمام الحكومة الجديدة في تنفيذ المشروعات التنموية في المناطق المُحررة”. و أعرب العسومي “عن تطلعه لأن يكون تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة خطوة مهمة في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية في جميع أبعادها”.
و أشاد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، باعلان تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، التي تضم كامل مكونات الطيف اليمني. و نوه العثيمين “بحرص الأطراف اليمنية على تنفيذ اتفاق الرياض للوصول إلى الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية، بما يحقق مصلحة اليمن ويعيد الأمن والاستقرار”. و جاء إعلان الحكومة الجديدة بموجب اتفاق وقعته الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الخامس من نوفمبر من العام المنصرم في الرياض برعاية السعودية، بعد سيطرة الانفصاليين على مدينة عدن وأهم مدن محافظات أبين والضالع وسقطرى ولحج إثر معارك مع القوات الحكومية.
ويشهد اليمن نزاعا دمويا بين القوات الحكومية والحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني، منذ أواخر العام 2014 .
(المصدر: شينخوا)