تشهد عملية بيع طيور السمان التي يتم تربيتها في مزارع خاصة إقبالا كبيرا بين سكان قطاع غزة في ظل تداعيات أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
يقول إبراهيم أبو عودة من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وهو صاحب مزرعة سمان لوكالة أنباء (شينخوا)، إن أزمة كورونا أثرت على تجارة « السمان » إيجابا بسبب الإقبال الكبير عليه من الزبائن. و يضيف أبو عودة في الثلاثينات من عمره أن « العديد من المشاريع إما تم إغلاقها أو تعرضت للخسائر بسبب تداعيات الإغلاق بسبب تدابير مكافحة انتشار كورونا، لكن تجارة السمان اختلف معها الوضع ».
و بدأ أبو عودة مشروعه منذ نحو خمسة أعوام من خلال تحويل هوايته في صيد وتربية طائر السمان إلى مشروع يدر عليه دخلا، يساعده في التغلب على قلة توفر فرص العمل في القطاع المحاصر إسرائيليا. و يقول أبو عودة، وهو أب لأربعة أبناء، إنه بدأ مشروعه من خلال شراء حوالي 100 أنثى من طائر السمان، ورعايتها والاهتمام بها كي تضع بيضها يوميا.
و يوضح أنه يضع بيض السمان في الحاضنة الخاصة به (الفقاسة) لمدة 18 يوما، ومن ثم يضع صغار الفر (السمان) في غرفة دافئة لمدة عشرة أيام قبل أن يخرجها إلى الجو الطبيعي كي تنمو. و تحتوي مزرعة أبو عودة على حوالي 1350 من طيور الفر، من بينها 1000 أم و350 ذكرا، فيما تنتج مزرعته حوالي 25 ألفا من طيور الفر التي عادة ما تباع في الأسواق المحلية.
و يجني أبو عودة ما بين 600 إلى 800 دولار، يعتبر أنها أرباحا مرضية بالنسبة له خاصة في ظل التدهور الاقتصادي الذي يعاني منه غالبية سكان القطاع. و لم تقتصر فائدة المشروع على أبو عودة لوحده، بل ساهم بتوفير فرصة عمل لوالده المسن الذي توقف عن عمله في مهنة الصيد منذ بداية أزمة انتشار كورونا. و عادة ما يبدأ أبو عودة الوالد (65 عاما) يومه تفقد طيور السمان ووضع الطعام لها ورعايتها على مدار 12 ساعة يوميا.
و يوضح أنه سعى في البداية لمساعدة ابنه حتى لا يخسر مشروعه كما هو حال الكثير من المشاريع الأخرى « لكن اليوم أصبحت مهتما بهذا المجال كثيرا، خاصة وأنه يساعدني على توفير مصدر دخل مالي ». و يراقب الابن ووالده ما يجري داخل مزرعتهما وأحوال طيورهم، من خلال هواتفهما المتصلة بالكاميرات الموجودة داخل المزرعة لمتابعة أي خطر قد يواجه الطيور هناك. و يقول أبو عودة « لا يمكن أن نبقى هنا طوال الوقت، ولكننا استخدمنا التكنولوجيا الحديثة في متابعة أوضاع الطيور.
فما ان يحصل أي مكروه لها تصلنا إشارة عبر الهواتف لتنذرنا بوجود خطر، سواء كان نقص ماء أو انقطاع التيار الكهربائي أو غيرها ». و يشتكي أبو عودة من صعوبات تواجهه، من بينها الانقطاع المستمر للكهرباء، وعدم وجود استقرار أمني في قطاع غزة لتطوير مشروعه بشكل أكبر دون تخوفه من خسارته في حال حدث أي تصعيد عسكري.
و تمتاز أسعار السمان بأنها رخيصة جدا مقارنة بأسعار الدجاج ولحوم البقر والأغنام، حيث يقدر سعر الزوج من السمان من أربعة إلى ستة شواكل إسرائيلية (الدولار يساوي 3.4 شيكل)، في حين أن سعر كيلو الدجاج الواحد قد يصل إلى 14 شيكلا، وسعر لحم الضأن قد يصل إلى 60 شيكلا. و يقول الخمسيني سليم البرديني من سكان مدينة خانيونس، إنه يفضل شراء طيور السمان بسبب أسعارها الرخيصة، والتي تمكنه من إطعام عائلته لحم كل يوم جمعة.
و يضيف البريديني وهو أب لسبعة أبناء « اليوم أشتري بحوالي 30 شيكلا لحما، وأطعم أبنائي وزوجتي في حين أنني سأحتاج إلى ما يقارب 70 شيكلا كي أستطيع شراء الدجاج وأنا لا أمتلك الكثير من المال لذلك ». و يعاني سكان قطاع غزة من ارتفاع نسبة الفقر بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة والتي أثرت سلبا على الوضع الاقتصادي منذ ما يقارب 13 عاما.
(المصدر: شينخوا)