تحتفل إسرائيل اليوم الأحد بأقدس يوم في التقويم اليهودي، يوم كيبور أو عيد الغفران، وسط إغلاق شامل تشهده البلاد لمكافحة عودة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
بدأ عيد الغفران صباح اليوم وينتهي غدا الإثنين عند حلول الظلام. في كل عام، خلال العطلة التي تستمر يومين، تتوقف البلاد بأكملها تقريبًا، حيث تم إغلاق المطاعم والمقاهي ودور السينما وغيرها من الشركات والمؤسسات العامة ووسائل النقل العام. و يقضي القانون الإسرائيلي بإيقاف محطات الراديو والتلفزيون عن البث، ويمتنع الناس تمامًا عن استخدام المركبات الخاصة أيضًا، باستثناء حالات الطوارئ الطبية. الصوم في يوم الغفران اليهودي يبدأ مع غروب الشمس ويستمر لمدة 25 ساعة حتى يوم الغد، وخلال ساعات الصوم ممنوع على المؤمن الأكل والشرب وممنوع السفر والتمتع بأي شكل من الأشكال بما في ذلك ممارسة العلاقات الجنسية.
و يميّز هذا اليوم المقدّس بأداء العديد من الصلوات في الكنيس اليهودي حيث يأتي إليه حتى من لا يعتبر نفسه متديّن ولا يصل إلى الكنيس في أيام الجمعة أو في غيرها من الأعياد اليهودية، ويهدف هذا الصوم إلى الكفارة الشخصية والتطهير من كل الأخطاء التي ارتكبناها خلال السنة الماضية. و هذا العام، يأتي يوم كيبور خلال إغلاق شامل لمدة ثلاثة أسابيع لوقف تفشي مرض فيروس كورونا، وهو ثاني إغلاق على مستوى البلاد في محاولة للحد من الانتشار السريع للمرض. و بموجب قواعد الإغلاق الحالي، يُسمح للإسرائيليين بالصلاة في مناطق مفتوحة بالقرب من منازلهم في مجموعات لا تزيد عن 20 شخصًا.
و ذكرت الإذاعة العبرية العامة أنه بعد ضغوط من الأحزاب اليهودية المتشددة في البرلمان (الكنيست)، قررت الحكومة أن المعابد اليهودية يمكن أن تبقى مفتوحة للصلاة المحدودة مع التباعد الاجتماعي في يوم الغفران. و تم اتخاذ القرار على الرغم من تحذيرات خبراء الصحة، الذين قالوا إن الخطوة قد تؤدي إلى مزيد من الإصابات. و حث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإسرائيليين على تجنب التجمع التقليدي الكبير في المعابد اليهودية خلال يوم الغفران. و قال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه « من يدخل كنيس يهودي يجب أن يكون أكثر حذرا فيما يتعلق بقواعد وزارة الصحة ».
و طلب نتنياهو من المصلين « الالتزام الصارم بالقواعد، وارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد الاجتماعي والصلاة في الأماكن المفتوحة قدر الإمكان ». و دعا الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في فيديو نشر على موقع (تويتر) الجمهور الإسرائيلي إلى إضاءة شمعة تخليدًا لذكرى 1450 إسرائيليًا لقوا حتفهم بسبب مرض فيروس كورونا. و قال ريفلين « أضيئوا اليوم شمعة أخرى تخليدا لذكرى ضحايا فيروس كورونا، الآلاف من الأسماء التي هي أرواح، أرواح لم تعد موجودة، الذين تركوا وراءهم عائلات محطمة القلب، لم ينالوا وداعا مناسبًا، والذين لم يتمكنوا من إمساك أيدي أحبائهم قبل مغادرة هذا العالم ».
(المصدر: شينخوا)