انعكست الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي سببتها جائحة فيروس كورونا على سوق الأضاحي في الضفة الغربية مع اقتراب عيد الأضحى، وبدت حركة الشراء قليلة في العديد من أسواق المواشي.
قد فرضت السلطة الفلسطينية إغلاقا جزئيا على المناطق الخاضعة لسيطرتها للتصدي لزيادة في الحالات الجديدة الأمر الذي أدى إلى إغلاق الكثير من الأعمال ورفع معدل البطالة إلى نحو 18 في المئة. و قال داوود عبيات وهو تاجر مواشي من بيت لحم ”فارق كبير … ما في مقارنة مع السنوات الماضية. ”السنة هاي ما في مقارنة بالسنوات الأخرى الماضية. الشعب ما في حد مش قادرين يصرفوا على اولادهم متعطلين وقاعدين في ظل الجائحة هاي“. و أضاف ”شو جاي قادر يشتري ذبيحة بثلاثمئة أو أربعمئة دينار. الفين شيكل ما هو قادر“.
و تشير إحصاءات وزارة الزراعة إلى أنه كان يتم ذبح حوالي 115 ألف رأس من الأغنام و الخراف، وعشرة آلاف من العجول في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال عيد الأضحى. و قال فوزان ريان الذي يعمل في تجارة المواشي منذ 20 عاما إن هذا الموسم من أصعب المواسم. و أضاف لرويترز بينما كان يقف في سوق للمواشي في مدينة نابلس ”في مثل هالوقت عادة كل سنة بنبيع من 100 إلى 120 ذبيحة. السنة يدوب خمسين ذبيحة، يا دوب نبيعهم ما فش هالطلب“. و أضاف ”شغلة الرواتب والكورونا أثرت علينا كثير. الوضع صعب صعب الله يغير الحال“.
و عجزت الحكومة الفلسطينية خلال الثلاثة أشهر الماضية عن الوفاء بالتزاماتها المالية ودفعت نصف راتب على مدار شهرين لموظفيها بسبب أزمة مالية إثر خلاف مع إسرائيل بشأن خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية. و يرى خبراء اقتصاديون أن الرواتب التي تدفعها السلطة، وإن كانت لحوالي 132 ألف موظف إضافة إلى مساعدات للأسر الفقيرة ورواتب المتقاعدين، إلا أنها تمثل عجلة الاقتصاد الفلسطيني الذي يعاني من نسبة بطالة مرتفعة إضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 30 في المئة.
و قال طارق أبو لبن وكيل مساعد شؤون الاقتصاد في وزارة الزراعة إن اللحوم المستوردة كانت تشكل بين 20 و30 في المئة من الأضاحي، ولكن رغم وقف الاستيراد منذ شهر مايو أيار الماضي بعد قرار السلطة الفلسطينية وقف العلاقات مع إسرائيل إلا أن ذلك لم يؤثر على حجم المعروض في السوق بسبب توفر الإنتاج المحلي. و أضاف في مقابلة مع رويترز ”الناس تعتمد في الأضاحي على الإنتاج المحلي وهذا متوفر هذا العام أكثر من الأعوام السابقة نظرا لانخفاض الطلب على اللحوم خلال الأشهر الماضية بسب جائحة كورونا والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
”لا يوجد هناك مشكلة في العرض ولكن المشكلة في الطلب والأسعار بقيت متقاربة مع الأسعار في العام الماضي رغم وجود بعض التفاوت من منطقة إلى أخرى“. و بدت حظائر المسلخ المركزي للحوم في محافظة رام الله والبيرة خالية إلا من عدد محدود من المواشي بينما كانت في السنوات السابقة تعج بالآلاف في هذا الموسم. و قال الطبيب البيطري إياد ضراغمة بينما كان يقف وسط المسلخ لرويترز ”هذه الحظائر الموجودة أمامكم كانت تعج بالخراف والأضاحي. كان على الأقل يكون هناك 6000 راس من الأضاحي موجودة من أجل ذبحها سواء للجمعيات أو الأفراد في جميع محافظات الضفة الغربية“.
و أضاف ”الوضع الاقتصادي الذي أثر على المواطن الفلسطيني سواء كان بانقطاع الرواتب أو الإغلاقات التي سببتها هذه الجائحة (الكورونا) أثر على القدرة الشرائية للمواطن والمضحين، مما أثر سلبا على نسبة الأضاحي في جميع أنحاء الضفة الغربية كما هو الحال في محافظة رام الله والبيرة“. و قال المواطن الفلسطيني إياد الوحش لرويترز خلال وجوده في سوق في بيت لحم بحثا عن أضحية ”الوضع صعب وفي نفس الوقت الناس كلها عاطلة عن العمل، وكل يوم في تسكير وكله على ظهر المواطن. الوضع صعب جدا“.
( المصدر: رويترز)