25 يونيو 2020 – أصدرت الخميس منظمة الصحة العالمية تحذيرا من تزايد أعداد الإصابات الجديدة بوباء كوفيد-19 في القارة الأوروبية مع تواصل رفع إجراءات الحجر في عدد كبير من البلدان وعودة الحياة إلى طبيعتها، بينما تصاعد القلق في الولايات المتحدة بعد تسارع وتيرة الإصابات، وبخاصة في الولايات الجنوبية، ما أدى إلى إعادة فرض إجراءات العزل وتأجيل افتتاح المتنزهات والحدائق.
حذر مدير فرع أوروبا في منظمة الصحة العالمية هانز كلوغ الخميس خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من كوبنهاغن من تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مجددا في أوروبا مع تواصل إجراءات رفع العزل كما جرى في باريس حيث أعيد فتح أبواب برج إيفل، المعلم السياحي البارز، بعد 104 أيام من الإغلاق. في الوقت نفسه تسارعت وتيرة الإصابات بالوباء بشكل مقلق الخميس في الولايات المتحدة خصوصا في جنوب البلاد ما أدى الى فرض قيود مجددا.
و قال كلوغ “الأسبوع الماضي، شهدت أوروبا ارتفاعاً في عدد الإصابات اليومية للمرة الأولى منذ أشهر (…) شهد 30 بلداً ارتفاعاً في عدد الإصابات التراكمية خلال الأسبوعين الماضيين”. وأضاف أنه “في 11 من هذه الدول أدى تسارع العدوى الى انتشار كبير مجددا يمكن، في حال عدم السيطرة عليه، أن يدفع الانظمة الصحية الى استنفاد طاقاتها مرة أخرى في أوروبا”. و أشاد في المقابل برد الفعل “السريع” من دول مثل بولندا وألمانيا وإسبانيا في مواجهة انتشار الحالات الجديدة “في المدارس ومناجم الفحم وأوساط الإنتاج الزراعي”. و كانت ألمانيا قد أعلنت الثلاثاء للمرة الأولى عن إعادة فرض حجر على مستوى محلي شمل 600 ألف شخص. و بحسب المنظمة فإن القارة الأوروبية تسجل يوميا نحو 20 ألف إصابة جديدة وأكثر من 700 وفاة.
ذروة الوباء لم تأت بعد في أمريكا
إجمالا، أسفر الوباء عن وفاة 482802 وفاة في العالم، بينها 121979 وفاة في الولايات المتحدة. و أعلنت ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكذلك كونيكتكت المجاورة، التي تضررت كثيرا من انتشار وباء كوفيد-19، الأربعاء عن فرض حجر صحي على الأشخاص القادمين من بعض الولايات التي يتسارع فيها المرض. و يشكل اقتراب عدد الإصابات الجديدة أمس الأربعاء من مستويات قياسية مع تسجيل 36 ألف إصابة في 24 ساعة، مؤشراً جديداً على تصاعد الوباء في البلاد.
و حذر الحاكم الجمهوري لولاية تكساس غريغ أبوت من انه “في حال لم نتمكن من إبطاء انتشار الفيروس في الأسابيع المقبلة، فسيكون علينا إعادة النظر في كيفية إبقاء المتاجر مفتوحة” مضيفا “لأنه إذا لم يتم احتواء الوباء في الأسبوعين المقبلين، فسيخرج عن السيطرة”. و أصيب مالكولم بروغدون صانع ألعاب انديانا بيسرز وجباري باركر جناح ساكرامنتو كينغز بفيروس كورونا المستجد، بحسب ما أعلن الاربعاء الفريقان المشاركان في الدوري الأمريكي لمحترفي كرة السلة.
وأعلن متنزه ديزني لاند في كاليفورنيا المغلق منذ أكثر من أربعة أشهر، الأربعاء انه سيؤجل إعادة فتح أبوابه امام العموم التي كانت مرتقبة في 17 يوليوز في انتظار موافقة السلطات الصحية. و كانت منظمة الصحة العالمية حذرت الأربعاء من ان العالم سيتجاوز الأسبوع المقبل عتبة عشرة ملايين إصابة بكوفيد-19 فيما لم يبلغ الوباء ذروته بعد في أمريكا اللاتينية. في الكاريبي وأمريكا اللاتينية، بؤرة الوباء حاليا، تجاوزت الحصيلة الثلاثاء مئة الف وفاة أكثر من نصفها في البرازيل.
“دموع الفرح”
في أستراليا أعلن الجيش عن نشر ألف عنصر في ملبورن، ثاني مدينة تعد أعلى كثافة سكانية في البلاد، بعد رصد بؤرة جديدة للوباء في فندق بوسط المدينة ينزل فيه استراليون عائدون من الخارج. و تبدأ الكاميرات بالتصوير مجددا في بوليوود بعد اتفاق بين ثلاث منظمات كبرى للسينما الهندية ينهي تجميد تصوير الأفلام لكن مع اتباع قواعد صحية وقيود حيث منع الممثلون الذين تفوق أعمارهم 65 عاما من التمثيل كما يجب ألا تتضمن الأفلام مشاهد زواج او قتال وهما أمران كانا حتميان في أفلام بوليوود.
في باريس، صعد حوالى خمسين سائحا الى برج إيفل الذي أعاد فتح أبوابه جزئيا في حدث حضره صحفيون من العالم أجمع. في البداية، سيكون من الممكن الصعود إلى الطابق الثاني فقط عبر السلالم. وفي أوائل يوليوز، إذا سمح الوضع الصحي بذلك، يمكن إعادة فتح المصاعد إلى الطابق الثاني. لكن لا شيء يثني تيريز وهي امرأة ستينية من جنوب فرنسا عن صعود السلالم. وهي قالت “أنا مجهّزة جيدا. سأصعد لكن رويدا رويدا وإذا لم أستطع، لن تكون مشكلة! إنها لحظة عاطفية بعد هذه الأشهر الصعبة”. تضيف “الدموع في عيني، لكنها دموع الفرح”.
ركود عالمي
إلا أن المشهد لم يكن كما العادة، فالحشود الكبيرة التي كانت تتوافد في السابق لترى هذا المعلم في قلب باريس غابت في هذا اليوم. و يستعد متحف اللوفر، أحد أبرز المعالم السياحية في باريس أيضا، لإعادة فتح أبوابه بأعداد مخفضة في 6 يوليوز. و الأنباء على الصعيد الاقتصادي ليست أفضل. فقد حذر صندوق النقد الدولي الأربعاء من أن الانتعاش بعد “هذه الأزمة التي لا تشبه غيرها من الأزمات” سيكون أبطأ مما كان متوقعا.
و هكذا يتوقع أن يتراجع الاقتصاد العالمي بنسبة 4,9 بالمئة هذه السنة وهي أعلى من نسبة 3% التي كانت متوقعة في أبريل في أوج انتشار الوباء حين أكد صندوق النقد انذاك أنها أسوأ أزمة منذ الكساد الكبير في الثلاثينات. و يتوقع أن يتراجع إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة، أكبر قوة اقتصادية في العالم، بنسبة 8% هذه السنة وهي أعلى بكثير من نسبة 5,9% التي كانت متوقعة في أبريل.
و بالنسبة لبعض الدول، لا سيما في أوروبا فان تراجع إجمالي الناتج المحلي كبير، إذ من المرتقب أن يهبط بنسبة 12,5 % لفرنسا و12,8% لإسبانيا وإيطاليا. بخصوص الصين التي ظهر فيها الوباء في نهاية العام الماضي، فإن صندوق النقد الدلي توقع نموا لا يتجاوز 1% بعيدا عن نسبة 6,1% التي حققتها في 2019.
(المصدر:فرانس24)