من أمريكا إلى ألمانيا، ومن المملكة المتحدة إلى تشيلي، اجتاح آلاف المتظاهرين الشوارع منددين بالتدابير الحكومية المفروضة في بلدانهم بهدف احتواء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.

وصف محللون الظاهرة بالفوضى التي تقف خلفها، في بعض البلدان، تيارات يمينية متشددة، وترتبط بنزعة «الفردانية» ذات الجذور العميقة في ثقافة بعض الشعوب خصوصاً في أمريكا، حسب موقع «فوكس». و وفقاً للموقع الأمريكي، فإن موجة التظاهرات الحالية تشترك في سمات عدة، وتحظى بدعم بعض القادة، لافتاً إلى تشجيع الرئيس دونالد ترامب للمتظاهرين الأمريكيين، وهو الدور الذي يلعبه في البرازيل نظيره الرئيس جاير بولسونارو بشكل أكثر حماساً.
قص الشعر في الشارع
و في الولايات المتحدة، واصل مئات المتظاهرين في ولاية ميشيجان احتجاجهم في الشارع، على أوامر البقاء في المنازل، من خلال تنظيم تجمع لقص الشعر أمام مبنى الكابيتول في الولاية. و أفادت تقديرات الشرطة المحلية بأن نحو 300 شخص شاركوا في الاحتجاج الذي نظم تحت اسم «عملية قص الشعر». و انتهك المتظاهرون أوامر الصحة العامة المحلية بالإبقاء على صالونات الحلاقة مغلقة للحد من انتشار فيروس كورونا. و تزايدت الاحتجاجات الرافضة لأوامر الإغلاق حول البلاد، واتخذت نبرة حزبية بشكل متزايد، حسب «رويترز».و حث ترامب الولايات على الإسراع في إعادة فتح اقتصادها، وانتقد الحكام الديمقراطيين رغم تحذيرات من كبار مسؤولي القطاع الصحي بأن البلاد ربما تواجه موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا إذا تم تخفيف أوامر الإغلاق بشكل متسرع.
فئتان عامتان
وينقل موقع «فوكس» الأمريكي عن الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام ديفيد وونغ، قوله: «إن الاحتجاجات التي نراها الآن يمكن تقسيمها إلى فئتين عامتين». حيث يحتج المتظاهرون ضمن الفئة الأولى على تقييد الحرية الفردية، وتمثل إجراءات الإغلاق واستمراريته خصوصاً في ظل تحسن الحالة الصحية، دافعهم الأساسي. فيما يتظاهر المحتجون في الفئة الثانية بشكل رئيسي ضد التداعيات الاقتصادية المباشرة الناجمة عن الإغلاق، حيث يمثل الفقر والحصول على الغذاء وانعدام المساعدات الحكومية الدافع الأساسي لهذه الفئة.
مظاهرات من أجل الطعام
و شهدت ضواحي العاصمة التشيلية سانتياغو، مظاهرات عنيفة احتجاجاً على نقص الغذاء خلال الإغلاق المفروض، وأطلق المتظاهرون، شعارات معادية للحكومة اليمينية التي يعتقدون أنها تخلت عنهم. و قال متظاهرون لوكالة فرانس برس «إن ما يطلبه الناس الآن ليس الحجر الصحي، بل المساعدة والطعام». و كتب رئيس إحدى بلديات العاصمة « من يحتج اليوم هم السكان، بعد أكثر من شهر دون أن يتمكنوا من العمل، دون أن يروا أي تدابير ملموسة من قبل الدولة. » و شهدت تشيلي، حتى قبل الأزمة الصحية، أشهراً طويلة من الاضطرابات الاجتماعية والعنف، بعد الإعلان في أكتوبر عن زيادة في سعر تذكرة المترو في سانتياغو
عدم التعامل الجدي
و في ألمانيا، أعلن رئيس حكومة ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، عزمه التعامل على محمل الجد مع المتظاهرين المعارضين للإجراءات المتخذة لمكافحة وباء كورونا. و قال ميشائل كرتشمر إنه من المحتمل أن يزداد عدد المتظاهرين، إذا تم تهميش الأشخاص المنتقدين «واستبعادهم». و شهدت البلاد تظاهر آلاف الأشخاص خلال الأسابيع الماضية ضد القيود المفروضة على الحياة العامة، وحذر مسؤولون ألمان من استغلال اليمين المتطرف للمظاهرات للدعاية لخطابه.
(المصدر: الرؤية)