حذرت صحيفة ألمانية من أن سياسات الرئيس رجب أردوغان الكارثية قد تؤدي لأن تتحول أحلام الرخاء في تركيا إلى كابوس إفلاس مع تنامي أزمة انتشار فيروس كورونا.

قالت صحيفة «تاغس تسيوتنغ» إن تركيا تواجه خطر الإفلاس وأنها تعيش حالياً ما يشبه العاصفة الكاملة بسبب انهيار عملتها الليرة لمستويات غير مسبوقة والتي وصلت مؤخراً إلى 7.29 مقابل الدولار، بالإضافة للأوضاع الاقتصادية المتدهورة بالبلاد والتي من الممكن أن تؤدي لأن تكون تركيا أول دولة ناشئة تنهار اقتصادياً. و أرجعت الصحيفة ذلك في تقريرها كنتائج لإدارة الرئيس رجب طيب أردوغان لأزمة فيروس كورونا وتأخره في اتخاذ إجراءات مشددة منذ البداية، ولكونه لا يفعل شيئاً سوى مواجهة الضغط عليه في الأزمة بأسلوب الهجوم على المعارضة ومن وصفهم بـ«القوة الخارجية التي تريد تحطيم بلاده».
و أشارت الصحيفة في تقريرها الذي نشر بعنوان «تركيا في العاصفة الكاملة» إلى أن الصحف الموالية للحكومة تشن حملة إعلامية وكأن تركيا معرضة لغزو خارجي في محاولة لرفع يديها من المصيبة التي تعيشها البلاد حالياً، وأنها تريد تغطية الفشل بعناوين رئيسية في الصحف منها «عدوان على أنقرة» و«قوى غامضة تستهدف الليرة». و أكد التقرير أن الديون الخارجية التركية وصلت إلى 170 مليار دولار، وأن أردوغان أنفق مليارات الدولارات في مشاريع كبيرة مثل مطار إسطنبول الدولي الذي يعاني حالياً من عدم وجود رحلات، بالإضافة لبناء كبارٍ وجسور لا يستخدمها أحد ولكن على الحكومة دفع كلفتها.
و أشار التقرير لتصريحات «بريس سويدان» الخبير الاقتصادي التركي، بأن أردوغان وزوج ابنته «بيرات البيرق» الذي عينه وزيراً للمالية أمامهما وضع صعب للغاية لا يحتمل المهاترات، لأن زيادة معدلات الفقر وارتفاع نسب البطالة قد تعصف بالبلاد بصورة كاملة. و أكدت الصحيفة أن أردوغان لا يواجه الأسباب الحقيقية التي أدت لتفاقم الوضع، وأنه يقف حالياً وظهره للحائط لأنه لن يقوى على سداد ديون الدولة هذا العام إلا بمساعدات وديون جديدة خارجية وإن لم يحصل عليها فخطر الإفلاس سيكون واقعياً وحتمياً.
نوه التقرير إلى أن حكم حزب العدالة والتنمية التركي بعد 19 عاماً أصبح الآن على وشك النهاية، وخاصة أن الأسلوب الذي يتبعه أردوغان دائماً بأن يهاجم المعارضة وأي قوى أخرى عندما يجد نفسه في موقف الدفاع فيبادر بالهجوم، لن يجدي هذه المرة. و أضافت الصحيفة، لن ينفع أردوغان أن يظهر ويعلن أنه سيسحق أعداءه، لأنه في النهاية لن يدمر سوى بقايا الديمقراطية وحالة النمو المتواضعة التي عمل الكثيرون من الأتراك على تحقيقها في السنوات الأخيرة لتصبح كلها ضرباً من الماضي.
(المصدر: الرؤية)