تجددت المعارك العسكرية بين قوات الشرعية والإخوان المسلمين من جهة، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، بمديرية شُقرة جنوب محافظة أبين، في مسعى من قوات الإخوان المسلمين لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض والتقدم نحو العاصمة المؤقتة عدن.

علمت «الرؤية» من مصادر محلية، أكدت أن قوات الإخوان التي تعمل تحت غطاء الحكومة الشرعية، والتي تتمركز في مدينة شُقرة، شنت هجوماً واسعاً عند الساعة 6:50 صباحاً، للسيطرة على منطقة «الشيخ سالم» وتطويق منطقة «قرن الكلاسي» الواقعتين في نطاق سيطرة المجلس الانتقالي. و حتى الساعة الـ11:30 كانت المواجهات بين الجانبين لا تزال تشهد حالة كر وفر على أطراف «الشيخ سالم»، وقد تمكنت قوات المجلس الانتقالي من تدمير العربات المدرعة التي اقتحم بها مسلحو الإخوان المنطقة بغرض إيجاد مواطئ قدم يسهل لهم التحرك نحو مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، والواقعة على بعد قرابة 15 كلم عن «الشيخ سالم».
و ذكرت مصادر ميدانية أن مسلحي الإخوان وبعد تراجعهم بفعل المقاومة الشرسة لمقاتلي الانتقالي الجنوبي، عاودوا الهجوم من جديد لمحاولة السيطرة على المنطقة. مشيرة إلى وصول تعزيزات عسكرية من محافظتي مأرب وشبوة لمساندة القوات الإخوانية على الأرض، بينما دفع المجلس الانتقالي بتعزيزات كبيرة من محافظة عدن بدأت بعضها المشاركة في المواجهات. من جانبه أشار المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، إلى تمكن مقاتلي المجلس من تدمير أكثر من 3 عربات لميليشيات الإخوان وأسر 45 عنصراً كانوا يشاركون في الهجوم ضد قوات المجلس الانتقالي في مناطق المواجهات. في حين أخبر «الرؤية» مقاتلون على الأرض من المجلس الانتقالي بسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الإخوان دون ذكر رقم محدد.
و أظهرت مشاهد مصورة بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دبابة، وعربات عسكرية تحترق في قرن الكلاسي، والشيخ سالم، قال مقاتلون في المجلس الانتقالي إنها تابعة لقوات الإخوان والشرعية، جرى تدميرها من قبل مقاتلي المجلس. و قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في خطاب متلفز تزامن مع استمرار القتال «لقد انتهجنا السلم وآثرنا خيارات الحوار من إيمان عميق بأن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل الخلافات، وعلى هذا االأساس ذهبنا إلى جدة ومن ثم إلى الرياض وتجاوزنا عن كثيرٍ من الاعتداءات والخروقات والاستفزازات التي تمارسها قوات الحكومة اليمنية، على أمل إنجاح جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض».
و أضاف الزبيدي في كلمته: «نحن اليوم أمام قوى غير مسؤولة نهجها الإرهاب والفوضى، لا تحترم المواثيق والعهود، ولا ترى في الآخر سوى تابع خاضع لسطوتها وعنجهيتها، وهو الأمر الذي يفرض علينا الدفاع عن مكتسبات شعبنا وحريته في وجه آلة الحرب والإرهاب التي تصدِّرها منظومة قوى نظام صنعاء إلى الجنوب على مدى 3 عقود». و لفت إلى أن الجنوب يتعرض لحملات تحشيد عسكرية غاشمة من قبل الحوثيين «وميليشيات الحشد الإخواني من جهة أخرى، تاركة صنعاء ومأرب خلفها وموجهة قوتها وعتادها نحو الجنوب، رافعة شعارات جوفاء لتحرير المحرر ومن ثم تسليمه للحوثي وإيران كما حدث في الجوف ومأرب أو لقطر وتركيا كما حدث ويحدث في شبوة وتعز والمهرة».
و دعا الزبيدي أبناء المحافظات الجنوبية الى الاستعداد لمؤازرة قوات المجلس الانتقالي والوقوف «في وجه ميليشيات الغزو الحوثي والإخواني على امتداد أرض الجنوب». مؤكداً الاستمرار في الحرب المفتوحة ضد تنظيمي القاعدة وداعش. مُخاطباً مقاتلي المجلس الانتقالي لأن يكونوا «جاهزين وحاسمين في مواجهة العدوان الغاشم». حد قوله. ويُرجع مراقبون هذه التطورات التي تتهدد فرص السلام وتأتي في لحظة يواجه فيها اليمن وخاصة محافظة عدن أسوأ كارثة وبائية منذ بدء الحرب في البلاد، إلى تباطؤ الأطراف في تنفيذ اتفاق الرياض الذي مضى على توقيعه بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، أكثر من 6 أشهر، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بعدم التنفيذ.
و من شأن هذه التطورات أن تفاقم من المعاناة الإنسانية في المحافظات الجنوبية، إذ يأتي الهجوم العسكري المفاجئ، بعد ساعات من دعوة وزارة الصحة اليمنية إلى تصحيح الوضع السياسي والإداري في عدن، لمساعدة السلطات الصحية في مواجهة فيروس كورونا وأوبئة الحميات والأمراض التي تفتك بالعشرات من سكان المدينة.
(المصدر: الرؤية)