بكل حسرة وبنظرات حزن واستغراب يتابع سالم غندور صاحب محل حلويات حركة المواطنين الخفيفة في الشارع الرئيسي المقابل لمحله وسط مدينة النبطية جنوب لبنان.

غندور الذي بدا يائسا من الأوضاع الاقتصادية الصعبة المتزامنة مع مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والتي انعكست سلبا على تصريف حلوياته الرمضانية في هذا الشهر الفضيل. و قال غندور لوكالة أنباء (شينخوا) في مثل هذه الأيام المباركة من العام الماضي كنا نعمل على مدار الساعة لتلبية الطلب الكبير على الحلويات الرمضانية أما اليوم وفي ظل كورونا الطلب تقلص بنسبة 85 في المئة . و أضاف كنا ننتظر الشهر الفضيل لنعوض بعض الخسائر لكن الزبائن الذين انخفضت أعدادهم يطلبون غالبا الحلويات الأدنى سعرا ومنها بشكل خاص الحلويات « الطرية » المحشوة بالجبنة والقشطة والمسقاة بالقطر كالقطايف والبسبوسة. من جهته أوضح سالم الزين لـ (شينخوا) صاحب محل للحلويات على طريق عام النبطية/مرجعيون أن « مثل هذه الضائقة لم تمر على صناعة حلوياتنا طيلة 40 عاما قضيتها في هذا المجال » .
و أضاف « في أيام العز كان يقصد محلي ما بين 50 و70 زبونا يوميا ليتقلص العدد في ظل « كورونا » إلى ما بين 10و 12 زبونا فقط ، وفي ظل هذا الوضع المتردي خسر قطاعنا الولائم الجماعية والعزائم الأجتماعية والعائلية والتي كانت تتطلب كميات كبيرة من الحلويات ». أما فاطمة الحلبي العاملة في محل حلويات وسط مدينة مرجعيون فأوضحت لـ ( شينخوا) أن الكساد لا يقتصر على الحلويات الرمضانية بل طال المشروبات الرمضانية أيضا والتي تتصدر واجهات محال الحلويات. و أضافت وفي طليعة هذه المشروبات التمر الهندي والجلاب والخروب والتي تراجعت مبيعاتها بنسبة كبيرة أيضا بفعل أزمة مرض فيروس كورونا الجديد إلى ما دون الـ 70 في المئة.
و أوضح أسد رافع العامل في تسويق المشروبات لـ ( شينخوا) أن هذه التجارة لم تشهد مثل هذا التراجع في شهر رمضان منذ عهد جده الذي توفي منذ 50عاما بعدما ورثه هذه الصناعة . و قال جلال فحص صاحب معمل مشروبات رمضانية لـ ( شينخوا) تكثر حركة الشراء بعد الإفطار لكن الإغلاق في رمضان الحالي في إطار الإجراءات الاحترازية وتراجع القدرة الشرائية دفع ربات المنازل لصناعة الحلويات والمشروبات الرمضانية بأنفسهن بهدف التوفير. و قالت سعاد فرحات التي تعمل مدرسة في دار حضانة لـ (شينخوا) إنها لم تقبض راتبها منذ حوالي شهرين وأن ظروف مرض فيروس كورونا الجديد والوضع الأقتصادي الصعب دفع نسبة كبيرة من النساء إلى صنع الحلويات الرمضانية في المنازل. و أضافت بمبادرة خاصة عملت على نشر كيفية صناعة الكثير من الحلويات على حسابي الشخصي عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن منشوراتها لاقت تفاعلا في ظل أزمة كورونا.
و أشارت إلى سهولة تصنيع أنواع عدة من الحلويات في المنزل بكلفة أدنى من أسعارها في الأسواق بما يتراوح بين 40 و50 في المئة ومنها القطايف بالجوز أو بالقشطة والمدلوقة والمفروكة وكنافة الجبن والمعكرون. و لفتت سليمة أبو نعمة لـ ( شينخوا) ، وهي ربة عائلة مكونة من 7 أشخاص إلى أن غلاء الأسعار وأزمة مرض فيروس كورونا الجديد والتدابير الوقائية دفعت ربات المنازل إلى تحضير الحلويات بأنفسهن لأن للحلويات نكهة خاصة في الإفطارات الرمضانية. و أوضحت إخصائية التغذية الينا حمدان لـ ( شينخوا) أنه في هذا الشهر الفضيل يحتاج جسم الإنسان إلى الحلويات لتمده بالسعرات الحرارية التى يحتاجها بعد مجهود شاق أو صيام . و أضافت أن الحلويات بمذاقها الحلو ومكوناتها الغذائية تعتبر وجبة غذائية كاملة تعمل على تنشيط حيوية الجسم بعد الصيام ، لأنها ترفع مستوى السكر بالدم فتجدد نشاط الصائم لينام بعدها بهدوء وسكينة.
(المصدر: شينخوا)