اعترفت شركة الخطوط الجوية القطرية بصحة الأنباء التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مدى الأسبوع عن إقدامها على الاستغناء عن موظفين تحت ضغوط أزمة كورونا التي فاقمت الصعوبات التي تواجهها الشركة في ظل مقاطعة الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب للنظام الحاكم في الدوحة.

أرسلت الشركة يوم الأربعاء بياناً لوكالة أسوشيتد برس، تؤكد فيه أنها تعتزم تسريح عمالة. و قال الباكر إن الإدارة مجبرة على الاستغناء عن عمالة، بما في ذلك أطقم طائرات، في إطار «التصرف بحسم لحماية مستقبل الشركة». و تمتلك الخطوط الجوية القطرية، التي بدأت العمل عام 1994، أسطولاً يتألف من أكثر من 200 طائرة. و ذكرت أسوشيتد برس أن المقاطعة العربية لنظام الدوحة بسبب دعمه للإرهاب، قلصت من قدرة الشركة على الوصول إلى الأسواق الحيوية. و في أبريل، قالت الشركة إنها ستؤجل أجور بعض الموظفين لتوفير التكاليف وتمكينها من مواصلة العمل.
ونقلت وكالة رويترز أمس عن 3 مصادر مطلعة قولها إن الخطوط الجوية القطرية تجري محادثات مع بنوك على أساس ثنائي للحصول على قروض بقيمة مليارات الدولارات. و غرد مستخدمون لموقع تويتر عن انهيار الخطوط القطرية، واضعين العديد من الفرضيات.
و تساءلت مواطنة قطرية عن سبب الاقتراض للمرة الثالثة خلال هذا العام، وما إذا كانت قطر تواجه ضعفاً وانهياراً اقتصادياً تسبب بتسريح الموظفين وإيقاف المشاريع الكبرى وإغلاق حقول الغاز. و ذكر أحد المغردين أن موظفي الخطوط القطرية يشعرون بخيبة أمل كبيرة بعد استغناء الشركة عن خدماتهم، خاصة بعد تعرضهم لخطر كورونا بسبب استمرار رحلات «القطرية». و من جانبه اعتبر أحد المغردين أن قطر قد صرفت أموالها على الجماعات الخارجة عن القانون الدولي، وإذا استمرت على هذا الحال فسوف تفقد اقتصاد الشعب القطري بالكامل. و من جانبه قال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه إن كورونا أثر بشكل سلبي على اقتصاد جميع دول العالم، ولكن ما يقوم به النظام القطري من تسريح عدد كبير من الموظفين دون دفع رواتبهم ودون أي تعويضات أو أي رعاية هو انتهاك لحقوق العمال، خاصة أن قطر كانت قد وقعت اتفاقيات دولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وحقوق الإنسان، لكنها بهذه الأفعال تنتهك تلك الاتفاقيات.
و أشار إلى أن طيران القطرية يعاني بشكل كبير ليس فقط بسبب كورونا بل بسبب المقاطعة العربية، حيث بلغت خسائر الشركة بعد المقاطعة أكثر من 700 مليون دولار بشكل شهري. و أكد أن النظام القطري لا يستخدم الأموال في الأماكن الصحيحة، والفساد ينخر في البلاد. و أشار إلى قصة المستشفى الميداني الذي شيد خلال أيام ثم انهار بالكامل، وذلك بسبب الفساد والأموال التي تهدر بشكل غير صحيح. و أكد أن استمرار قطر بهذه الطريقة قد يؤدي إلى تسونامي اقتصادي وانهيار كبير في النظام القطري.
(المصدر: الرؤية)