تبدع الشابة هنادي أبو طواحين في تحضير وطهي الطعام الفلسطيني إلى جانب الحلويات بشكل يومي في مطبخ منزلها في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وجدت أبو طواحين (31 عاما) طريقها لجني المال في شهر رمضان عبر استثمار موهبتها في الطبخ لزبائنها وخاصة الأكلات الفلسطينية التقليدية. و تقول أبو طواحين لوكالة أنباء (شينخوا) بينما انشغلت في تقطيع الخضار من أجل تحضير وجبة المقلوبة الشهيرة فلسطينيا، إنها تعمل في هذا المجال منذ خمس سنوات بعد تخرجها من الجامعة وعدم حصولها على عمل في تخصصها التعليم الأساسي. و تضيف أنها سعت إلى إيجاد فرصة عمل بدل الاستسلام للالتحاق بجيش العاطلين، مشيرة إلى أن مهنة الطبخ لم تكن في بداية عملها شائعة خاصة أن غالبية النساء يبدعن في الطهي، بحيث عملت على استهداف النساء العاملات اللاتي لا يجدن الوقت الكافي للطهي.
و تتميز أبو طواحين في طهي الأكلات الفلسطينية ذات الطابع الشعبي مثل المفتول والفتة والمسخن والمنسف والكبسة، إضافة إلى أنواع مختلفة من الحلويات مثل البسبوسة والكنافة والكيك وغيرها العديد. و بالنسبة لأبو طواحين، فهي تعتبر نفسها أنها نجحت في أن تترك بصمة في طهي هذا النوع من الطعام ونيل ثقة زبائنها، خاصة وأنها لا تستعمل المواد المهدرجة أو غير الصحية. و تقول « أنا أطبخ لزبائني كما لو أنني أطبخ لعائلتي »، مشيرة إلى أنها تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالها. و عادة ما تجني أبو طواحين من 400 إلى 500 دولار شهريا، لكن الربح يتضاعف في شهر رمضان نظرا لكثرة الطلبات التي تتلقاها فيه وخاصة المفتول.
و تقول إن « شهر رمضان هو من أهم أشهر السنة، فالطلبيات فيه تزداد مما يعني زيادة في الربح وزيادة في الانتشار خاصة وأن كل زبون يخبر غيره عني »، معربة عن سعادتها لما وصلت إليه من مكانة في المهنة. و تطمح أبو طواحين في فتح مطبخها الخاص بها، بحيث تستطيع من خلاله تشغيل نساء عاطلات عن العمل، وخاصة الخريجات الجامعيات. و انتشرت في الآونة الأخيرة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لسيدات فلسطينيات يعملن على الطهي الطعام ويعرضن خدماتهن على الزبائن، في محاولة منهن لجني المال.
و في السياق ذاته، يتجمع العشرات في طوابير أمام خيمة نصبت جنوب مدينة غزة، لشراء حلويات القطايف الرائجة في شهر رمضان فقط. و تتوسط الستينية ناهدة النمر خيمتها لبيع القطايف لزبائنها، فيما يساعدها أبناؤها الثلاثة وزوجها. و تقول النمر لـ (شينخوا) إنها بدأت في بيع القطايف منذ حوالي 12 عاما بعد تشديد إسرائيل حصارها على قطاع غزة، وخسارة زوجها لعمله في بيع الحلويات. و تضيف « في البداية أردت أن أساعد زوجي الذي اضطر لتسريح عماله في مصنع الحلويات، ولكن بعد ذلك أصبحت أشعر بأنني صاحبة المشروع وأنه لا يمكن أن تباع القطايف في حال لم أكن موجودة هنا ».
و تتراوح أسعار القطايف ما بين دولارين إلى ثلاثة دولارات للكيلو الواحد وتعد محل طلب واسع لدى سكان قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة ويعاني ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة. و تفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بعد نزاع مسلح مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية. و دفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم، حيث وصلت إلى حوالي 42.7 في المائة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
(المصدر: شينخوا)