ضربت جائحة فيروس كورونا أشكال الحياة على الأرض، ومن بين الفئات الأكثر تضرراً، شريحة العمال، الذين يحتفلون بعيدهم غداً الجمعة، دون انتظار علاوات ولا مكافآت، يتمنون فقط، أن تمر الأزمة بسلام، وأن يحظوا بنعمة الستر وألا يضطروا إلى ترك أعمالهم والتسول لإطعام أطفالهم.
قال الأمين العام لاتحاد العمال العرب، غسان غصن، إن عدداً من الدول صاحبة النظام الصحي الهش، والتي تسيطر عليها حكومات رجال الأعمال، تحاول جعل العمال يدفعون وحدهم كلفة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كورونا. و حذّر من فرض صندوق النقد الدولي شروطاً وإملاءات على بعض الدول قد تؤدي لتفاقم مشاكلها الاقتصادية، مشيراً إلى أن شريحة العمال هي التي ستتحمل العبء الأكبر. و أضاف أن الاتحاد بصدد إجراء إحصاء بأعداد العمال الذين فقدوا وظائفهم بسبب الجائحة، لبحث سبل دعمهم، داعياً الحكومات للإبقاء على هذه الشريحة المهمة قادرة على كسب رزقها. و قالت منظمة العمل الدولية إن استمرار التراجع الحاد في ساعات العمل في العالم بسبب كورونا يعني أن 1.6 مليار عامل في الاقتصاد غير المنظم (أي قرابة نصف القوى العاملة العالمية) يواجهون خطراً مباشراً بتدمير مصادر عيشهم، وقال الأمين العام للمنظمة، غاي رايدر، إنه بالنسبة لملايين العمال، فقدان الدخل يعني «لا طعام، ولا أمن ولا مستقبل».
و قال الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال آسيا وأفريقيا، شعبان خليفة، إن الجائحة الكونية التي ضربت العالم مع تفشي فيروس كورونا، دفعت بعض الدول لاتخاذ تدابير منها الحظر الكامل، دون توفير المتطلبات المعيشية للعمال الذين يعيلون أسرهم من خلال وظائفهم غير المستقرة. و حذّر من تكرار المشهد اللبناني في أكثر من بلد، حيث تتواصل الاشتباكات منذ أيام بين قوات الأمن والمحتجين، سبب سوء الأوضاع المعيشية جراء الوضع الصعب الذي فرضه الفيروس القاتل. المحامي والناشط الحقوقي اللبناني فاروق المغربي قال لـ«الرؤية» إن أوضاع الشعب اللبناني كله تدهورت، لافتاً إلى الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. و أضاف أنه في قلب هؤلاء، العمال الذين أجبرتهم الأوضاع الاقتصادية الهشة ومضاعفات كورونا التي دمرت البقية الباقية من عجلة الإنتاج على تحطيم واجهات المحال والبنوك، في مشهد وصف بأنه ثورة جياع.
(المصدر: الرؤية)