أظهرت دراسة نشرها الاتحاد الدولي للصحافيين، اليوم الخميس، تدهور ظروف عمل الصحافيين والمراسلين حول العالم خلال تفشي وباء فيروس كورونا المتحور «كوفيد-19».
واجه 3 من بين كل 4 صحافيين قيوداً رسمية أو عوائق أو ترهيباً في التغطية الصحافية لفيروس كورونا، وذلك وفقاً لدراسة جديدة لأكثر من 1300 صحافي على خطوط المواجهة في 77 دولة حول العالم. و قال ثلثا الصحافيين المعينين بمؤسسات والمستقلين إنهم عانوا من ظروف عمل سيئة، بما في ذلك تخفيض الرواتب، وخسارة عائدات مادية، بل ووظائفهم، وذلك وفقاً لدراسة أجراها الاتحاد الدولي للصحافيين في الفترة من 26 إلى 28 أبريل. و يعتبر الاتحاد الدولي للصحافيين أكبر منظمة في العالم للصحافيين المحترفين، والذي يُمثّل 600 ألف صحافي في 146 بلداً.
وبحسب الدراسة، فقد خسر كل صحافي مستقل تقريباً عائدات مادية أو فرص عمل، كما أثَّر الوباء على الصحة الذهنية للصحافيين، حيث يعاني أكثر من نصفهم من الإجهاد والقلق.
و كشفت الدراسة التي أجريت على 1308 صحافيين عن أن هذه النتيجة نجمت عن وباء كورونا. و في حين يفتقر أكثر من ربع الصحافيين إلى المعدات الأساسية اللازمة لتمكينهم من العمل بأمان من المنزل، يفتقر أيضاً واحد من كل 4 صحافيين إلى أي معدات وقاية للعمل في الميدان. و اعتُقل عشرات الصحافيين أو واجهوا دعاوى قضائية أو تعرضوا للاعتداء. وحوَّل أكثر من ثلث الصحافيين تركيزهم إلى تغطية القصص المتعلقة بكورونا. من اليونان إلى إندونيسيا ومن تشاد إلى بيرو، استخدم الصحافيون كلمات مثل «غير مستقرة، ومثيرة للمشاكل، ورهيبة، وسيئة، ومتدهورة ومقيدة» لتقييم بيئة حرية الإعلام في بلدانهم. كما كشف المشاركون في الدراسة عن الخسائر التي لحقت بالصحافيين، حيث ذكر كثيرون منهم أن هناك خسائر في الوظائف، وساعات عمل أطول، وموارد أقل، كعقبات أمام التغطية المناسبة للوباء.
و شكا العديد من الصحافيين من تزايد الهجمات على حرية الإعلام. وقال واحد من كل 4 صحافيين تقريباً إنهم واجهوا صعوبات متزايدة في الوصول إلى المعلومات من مصادر حكومية أو رسمية. و أبلغ كثيرون عن تعرضهم للهجوم اللفظي من قِبَل السياسيين. واشتكى آخرون من القيود المفروضة على طرح الأسئلة في المؤتمرات الصحافية والقيود المفروضة على حركة الصحافيين خلال الأزمة. لكنْ المشاركين في الدراسة أشادوا أيضاً بالصحافيين بسبب المخاطرة في التغطية الصحافية للوباء ومحاولة البحث عن مصادر مستقلة ومواجهة التضليل. من جهته، قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين أنتوني بيلانغر إن «هذه النتائج تظهر اتجاهاً مقلقاً لانحدار حرية الإعلام في الوقت الذي يكون فيه الوصول إلى المعلومات والصحافة الجيدة أمراً بالغ الأهمية، الصحافة منفعة عامة وتستحق الدعم العام، وإنهاء العوائق أمامها والتدخل السياسي».
(المصدر: الرؤية)