رجح خبراء أن واقعة «مسيرة الكعبة» في محافظة الإسكندرية الساحلية هي من تنظيم فلول جماعة الإخوان المسلمين وبقايا السلفيين في المدينة الواقعة شمال مصر.
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو مساء الخميس الماضي تظهر قيام أشخاص بالطواف في شوارع مدينة الإسكندرية حاملين مجسماً على شكل الكعبة ومرديين هتافات «الله أكبر» و«مفيش كورونا». و جاءت المسيرة التي نظمها هؤلاء رغم قرار الحظر الذي تفرضه الحكومة المصرية ضمن إجراءات احترازية عديدة لمنع تفشي وباء كورونا. و أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، اللواء محمد نورالدين، أن ما حدث في الإسكندرية، تم بتنظيم من خليط من الإخوان والسلفيين، وهو ما سيدفع أجهزة المعلومات لمزيد من النشاط الفترة المقبلة، حتى توقف مثل هذه التحركات والفعاليات والخزعبلات قبل انطلاقها. و أضاف أنه من الضروري وقف هذه الممارسات في تحريض المواطنين، والتلاعب بمشاعرهم، مشيراً إلى أن الإخوان والسلفيين يريدون إحداث أي فوضى وتحقيق مكاسب خلال فترة أزمة «كورونا»، والإجراءات الاحترازية الخاصة بها، لافتاً إلى أن الإسكندرية، معروفة بأنها معقل للسلفيين والإخوان.
و أوضح «نورالدين» لـ«الرؤية»، أن الإخوان ربما يرتبون لسلسلة من الأعمال العدائية التي تستهدف زعزعة استقرار الوطن، لذا لا بد من القبض عليهم من منازلهم، قبل تحركهم مرة أخرى، والقبض على الكيانات المحرضة، وليس الأشخاص المشاركين فقط. من جهته، يقول القيادي السابق المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ثروت الخرباوي، إن ما حدث في الإسكندرية هو جزء من فعاليات مرتبة ومنظمة، تنظمها جماعة الإخوان المسلمين. و توقع الخرباوي في تصريحات للرؤية أن تقوم هذه المجموعات بتنظيم عدة فعاليات كبيرة في ليلة القدر، وفي عيد الفطر حيث يريدون استعادة الجزء الأهم بالنسبة لهم، وهو استعادة شكلهم الديني مرة أخرى. و قال إنهم اختاروا الإسكندرية تحديداً لأنها العاصمة الثانية لمصر، وهي محط أنظار الإعلام مثل القاهرة.
و أوضح الخرباوي «أن الإخوان شكلوا تحالفاً حركياً في الإسكندرية، مع السلفيين، لذا نجد مثل هذه الفعاليات في الإسكندرية، ويُتوقع وجود بعض الفعاليات في القاهرة، خلال المناسبات، فهم اعتادوا إما انتهاز فرصة وجود مناسبة، أو اختلاق مناسبة، مثلما فعلوا في الإسكندرية عندما تظاهروا رفضاً لوجود (كورونا) مرددين الله أكبر مافيش كورونا». و أشار، إلى أن اختيار مجسم الكعبة، كان من الأفكار التي طرحتها مدارس الإخوان التعليمية، وكانت تعرضها للأطفال لتعليمهم مناسك الحج والعمرة، وكل المدارس الإخوانية التي كانت تسمى مدارس إسلامية، كانت تقوم بهذا الأمر بشكل دوري. و في وقت سابق صرح محافظ الإسكندرية بالقول إن مشهد المسيرات التي تحمل الكعبة في شوارع الإسكندرية، هو أحد العادات القديمة التي اعتاد عليها المجتمع المصري، وأن عدد من أهالي إسكندرية على مدار 5 سنوات مضت، يحمل مجسم للكعبة ويعلقه بأحد شوارع منطقة محرم بك.
و أشار إلى أن تغيير العادات السلبية لن يتم إلا من خلال زيادة وعي المواطنين، موضحاً أن ما وقع يتعارض مع الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الحكومة، لذا يتم معاقبة المخالفين، حيث ضُبط 20 شخصاً تمهيداً لمحاسبتهم بتهمة كسر حظر التجول، حيث توقيع غرامات عليهم تصل إلى 4 آلاف جنيه. على مواقع التواصل الاجتماعي كانت ردود الفعل أما ساخرة أو مشككة في أن يكون هؤلاء مجرد مجموعة قامت بهذا الأمر بعفوية. حسن ساري كتب على تويتر ما يعبر عن شكوكه في أن تكون هذه عادة لأهل الإسكندرية.
(المصدر: الرؤية)