يستعد مسلمو ألمانيا لاستقبال شهر رمضان بصورة مختلفة هذا العام بسبب وباء كورونا المستجد، ففي ظل إجراءات الإغلاق والحظر قررت عدة مساجد منها مسجد دار السلام في العاصمة برلين بث صلوات المغرب والعشاء والفجر عبر صفحة الفيسبوك الخاصة به على شبكة الإنترنت، بالإضافة لبث خطبة الجمعة أيضاً.
من جانبه قال محمد حجيج عضو بالمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إنه لا طريقة لتعويض الأجواء الرمضانية في وقت كورونا سوى باستخدام الإنترنت، وأن بعض المساجد تجهز لدروس حفظ القرآن للأطفال والشباب على الإنترنت يومياً في رمضان، وأضاف «لا يمكن أن نترك الناس تشعر بالوحدة في هذا الشهر وتحت وطأة هذا الوباء»، ويعيش في ألمانيا حوالي 5 مليون مسلم. و أشار إلى أن المساجد في ألمانيا تعاني بشدة من إغلاقها ليس فقط للجوانب الروحانية ولكن هناك مساجد تعتمد في مصاريفها على تبرعات المصلين وخاصة في شهر رمضان حيث إنها المكان الأمثل لإخراج الزكاة.
و قالت يوانيتا فيلامور المتحدثة باسم مركز اتحاد الديانات الذي يضم في عضويته مساجد كثيرة بألمانيا في تقرير لصحيفة «تاغس شبيغل» إن بعض المساجد في برلين ابتكرت فكرة أن يعلم العائلات أطفالهم على ترديد ورفع آذان المغرب بأصواتهم ويقومون بتسجيل ذلك وتحميله على صفحة المسجد بالفيسبوك لتكون فرصة لتلاقي العائلات المسلمة إلكترونياً ولتعويد الأطفال على الآذان والمشاركة في الصلاة. و مع قرب حلول شهر رمضان بدأ بعض الأشخاص ممن ينتمون للفكر اليميني المتطرف ترويج شائعات عبر مواقع للتواصل الاجتماعي بأن ما يطلق عليه مركز الأزمات في برلين أعلن أن التجمع المعروف باسم «مهرجان رمضان» والذي تقيمه اتحادات تركية في مدينة دورتموند سنوياً سيقام أيضاً هذا العام رغم أزمة «كورونا».
و قامت الحملة بنشر الأكاذيب بأن المسلمين لديهم استثناء دون غيرهم، وسرعان ما تداولت المواقع هذه الأكاذيب في حملة واضحة لتأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين والأجانب بصفة عامة مستغلين تقريراً نشرته صحيفة «بيلد اليمنية» بعنوان «أن الكنائس ستظل مغلقة خوفاً من أن تحدث فوضى في رمضان» وكأن المسلمين مسئولون عن استمرار إغلاق الكنائس. الأمر الذي وصفه موقع قناة «زد دي إف» الألمانية بأنه محاولات مستمرة من اليمين المتطرف وأتباعهم في ألمانيا لاستخدام الإعلام البديل ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر المزيد من الأكاذيب لتحقيق أغراض عنصرية. و أكد الموقع أنه تحرى عن هذه الأخبار المتداولة ليجد أنه لا يوجد شيء من الأساس في ألمانيا اسمه مركز الأزمات في برلين، وفي تصريحات للمتحدثة الرسمية باسم «مهرجان رمضان» ياسمين ساهين أعلنت أن المهرجان اتُخذ قرار إلغائه هذا العام منذ 13 مارس الماضي، وكان من المقرر أن يقام في الفترة بين 1 إلى 24 مايو.
و قالت ساهين لموقع «زد دي إف» إنه من البديهي ألا يقام أي حدث يضم آلاف الأشخاص في ظل إجراءات مواجهة فيروس كورونا، وأن هذه الأكاذيب مؤلمة لأنها تكشف عن وجه قبيح للعنصرية التي تريد أن تظهر المسلمين على أنهم لا يحترمون القواعد والقوانين، وأن لهم حقوقاً خاصة على الرغم من أن القوانين تسري على الجميع ولا تفرق بين دين وآخر. ويقام المهرجان منذ سنوات ويجمع خياماً مختلفة للعروض الموسيقية وبيع الأكلات والحلويات الرمضانية الشهيرة، بخلاف التمر والفواكه المجففة والفلافل، والعروض الموسيقية الشرقية وملاهي الأطفال، وتشترك فيه جاليات سورية ومصرية أيضاً ويجذب مئات الآلاف من الزوار.
(المصدر: الرؤية)