دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط اليوم (الخميس)، الدول المانحة إلى الإسراع في سد العجز في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في ضوء احتمالات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، وما يرتبه ذلك من تبعاتٍ صحية واقتصادية خطيرة.
ذكرت الجامعة، في بيان، أن أبوالغيط أجرى اليوم اتصالا هاتفيا بالمفوض العام الجديد للأونروا فيليب لازاريني، استمع خلاله لعرض من الأخير حول الأوضاع المالية للوكالة، والتحديات التي تواجهها في المرحلة الحالية، خاصة مع ما يشهده المجتمع الدولي من توجه متصاعد لتوجيه الموارد لمواجهة فيروس كورونا وتبعاته الصعبة. و اعتبر المسؤول العربي، أن عمل أونروا يعد أولوية ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ضوء اعتماد نحو 80 % من سكان قطاع غزة، ومن بينهم سكان المخيمات، على المعونات الإنسانية بصفة أساسية، وارتباط ذلك بالوضع الصحي في القطاع واحتمالات انتشار مرض كورونا، وما يرتبه ذلك من تبعاتٍ صحية واقتصادية خطيرة.
و عبر عن أمله في ألا تغفل الدول المانحة محنة اللاجئين الفلسطينيين وما يعانونه من ظروف خطيرة، والمسارعة إلى سد العجز في تمويل أونروا، لتلبية الحاجات الأساسية للسكان في المخيمات، سواء في الأراضي المحتلة أو في الأردن وسوريا ولبنان. من جانبه، أعرب المفوض العام الجديد للأونروا فيليب لازاريني عن تقدير الوكالة للدعم المستمر الذي تحصل عليه أونروا من جامعة الدول العربية ودولها الأعضاء. و أرجع المحلل السياسي الفلسطيني عبدالمهدي مطاوع، العجز المتواصل في موازنة أونرا إلى سببين رئيسيين، الأول هو قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالتوقف عن تقديم الدعم للوكالة، في إطار محاولاتها للضغط على الفلسطينيين للقبول بـ « صفقة القرن ».
و قال مطاوع، وهو مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المساهم الأكبر في موازنة أونروا، وتوقفت بشكل مفاجئ عن دفع مساهماتها المالية للوكالة، دون أن يتم تعويض ذلك حتى الآن، ما سبب عجزا في موازنة أونروا. و أضاف أن واشنطن لم تكتف بذلك بل تقوم أيضا مع إسرائيل بممارسة الضغوط على بعض الدول المانحة، لاسيما التي قامت بزيادة مساهماتها المالية بعد القرار الأمريكي، من أجل سحب دعمها للأونروا.
و أردف المحلل الفلسطيني، أن هناك دولا عربيا لديها القدرة على تغطية الجزء الأكبر من موازنة أونروا، لكنها لا تفعل. و تابع أن السبب الثاني هو زيادة الأعباء على أونروا خاصة في حالة حدوث أزمات مفاجئة مثل أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، وهو ما يستدعى تقديم خدمات إضافية للاجئين لم تكن موجودة في الموازنة. و اعتبر أن قضية اللاجئين الفلسطينيين قضية أممية وليست فلسطينية فقط، خاصة أن هؤلاء اللاجئين يشكلون جزءا كبيرا من السكان في الدول المضيفة، مثل الأردن ولبنان، والتي لا تستطيع أن تتحمل أعباءهم. و أشار إلى أن دعم وكالة أونروا من شأنه حفظ استقرار هذه الدول.
كما ناشدت أونروا، في أواخر يناير الماضي دول العالم بدعمها بمبلغ 1.4 مليار دولار، لتغطية خدماتها في العام 2020. و تأسست أونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في العام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.6 لاجئ من فلسطين مسجلين لديها. و تقتضي مهمتها تقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا لحين التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. و تشتمل خدمات أونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.
(المصدر: شينخوا)