وجه مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط، يوم السبت نداء مشتركا لوقف الأعمال القتالية والتوصل إلى حلول طويلة الأمد للصراعات المستمرة في المنطقة، ومن بينها النزاع في اليمن والتفرغ لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
في 23 مارس الماضي، أطلق غوتيريش نفسه نداء من أجل وقف عالمي فوري لإطلاق النار، وحث جميع الأطراف المتحاربة على ترك الأعمال العدائية وعدم الثقة والعداء، والبدء فوراً في إسكات أسلحتهم. و في 8 أبريل الجاري، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية وقفا أحاديا لإطلاق النار في اليمن دخل حيز التنفيذ الخميس الماضي على أن يستمر لمدة أسبوعين مع إمكانية تمديده كجزء من جهود مكافحة انتشار الفيروس في البلاد. و لكن العمليات العسكرية والهجمات المتفرقة لا تزال جارية بين القوات الحكومية اليمنية والحوثيين في مناطق مختلفة من البلد العربي الفقير.
ففي شمال اليمن، اشتعلت معارك عنيفة يوم السبت في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي على الرغم من الهدنة التي أعلنها التحالف الذي تقوده السعودية. و بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة، استمر الحوثيون في انتهاك وقف إطلاق النار وشن هجمات على مواقع عسكرية تابعة لقوات الجيش الحكومية. و ردت القوات الحكومية على الهجمات التي شنها الحوثيون في صعدة، ووقعت اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن مقتل ما يقرب من 38 متمردًا، بحسب وكالة (سبأ) اليمنية. و يعتقد الخبراء العسكريون اليمنيون أن الفصيلين المتحاربين ليسا مستعدين حقًا للتعامل الإيجابي مع نداءات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والتفرغ لمواجهة فيروس كورونا.
قال علي بن هادي، وهو مسؤول وخبير عسكري متقاعد، لوكالة أنباء (شينخوا) إنه لا توجد مؤشرات إيجابية على أن القتال في اليمن سيتوقف مؤقتًا. و قال الخبير المقيم في عدن « الفصائل المتحاربة في اليمن تتجاوب وتستجيب بشكل إيجابي مع الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار من خلال وسائل الإعلام فقط، ولكن على الأرض شيئا آخر يحدث. » و قال « القتال لن يتوقف في اليمن حتى لأسباب إنسانية وسيواصل الجانبان تبادل الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار دون الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب ». و في محافظة البيضاء وسط اليمن، شهد القتال تصعيدًا بين الخصمين المتحاربين حول السيطرة على مناطق رئيسية في المحافظة.
و خلال الأيام الماضية، أرسلت الحكومة اليمنية قوات عسكرية مدعومة بمركبات مدرعة إلى البيضاء وبدأت عملية للسيطرة على مناطق تحت سيطرة الحوثيين المتمركزين هناك. و قال المحلل العسكري محمد يحيى « الأطراف اليمنية تتجاهل عمدا دعوات وقف إطلاق النار لأنها لا تهتم بمعاناة المواطنين حتى إذا انتشر فيروس كورونا بين أوساط الشعب. » و أشار إلى أن « القتال لن يتوقف بالتأكيد إلا إذا تعامل المجتمع الدولي بشكل صارم مع القادة في اليمن واتخذ موقفا متشددا مع الداعمين الخارجيين الآخرين للفصائل اليمنية. »
و بحسب وسائل الإعلام الحوثية، تعهد قادة الحوثي « بشن هجوم على المنشآت النفطية السعودية رداً على الأعمال السعودية ضد اليمنيين ». و تدور في اليمن حرب أهلية منذ أواخر عام 2014 عندما سيطر الحوثيون على جزء كبير من شمال البلاد وأجبروا حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، المدعومة من السعودية على الخروج من العاصمة صنعاء. و على مدى السنوات الخمس الماضية، ما زالت المملكة العربية السعودية تقود تحالفًا عسكريًا عربيًا ضد الحوثيين في اليمن لدعم حكومة هادي المعترف بها دوليًا.
(المصدر: شينخوا)