تتجه الهند نحو تمديد فترة الإغلاق التام على الصعيد الوطني، لوقف انتشار فيروس كورونا.
قال رئيس مجلس مقاطعة دلهي إن رئيس الحكومة نارندرا مودي وافق على تمديد الإغلاق إلى يوم الثلاثاء دون إعطاء المزيد من التفاصيل. و يأتي القرار وسط نقاش حول تأثير إجراء إغلاق البلاد على السكان الأشدّ فقراً. وبعد ترك آلاف العمال المهاجرين من دون عمل. و كان مودي قد عقد اجتماعاً مع وزرائه عبر الفيديو يوم السبت وحثّ العديد من الوزراء خلال الاجتماع الحكومة على اتخاذ قرار تمديد الإغلاق الذي بدأ الشهر الماضي. و تختلف نسبة انتشار الفيروس بين المقاطعات الهندية حيث شهد بعضها ارتفاعاً كبيراً في عدد الحالات. و سجّلت الهند نحو 8000 إصابة و288 حالة وفاة بحسب جامعة جونز هوبكنز الأمريكية التي تتابع انتشار الفيروس في أنحاء العالم. ويرجّح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.
و نُشر بيان على الإنترنت صادر عن مكتب رئيس الوزراء يوم السبت يشير إلى أنه تم الإجماع مع رؤساء وزراء المقاطعات على تمديد الإغلاق لأسبوعين مع التشديد على أهمية عدم خسارة الجهود التي بذلت حتى الآن. و وصف مودي الأسابيع الثلاثة أو الأربعة القادمة، بالـ »دقيقة » لرصد مدى فعالية التدابير المتخذة. ولم يصدر أي إعلان رسمي بعد عن تمديد الإغلاق، لكن بعض المقاطعات الكبيرة أعلنت تمديده. مع دخولها في الإغلاق التام في 24 مارس، أوقفت الهند عجلة اقتصادها الذي تبلغ ميزانيته 2.9 تريليون دولار. و طُلب من أكثر من مليار شحص البقاء في المنزل وأوقفت الأعمال التجارية وقُطعت جميع خطوط المواصلات البرية والجوية.
تظهر الفحوصات بداية انتشار الفيروس في المجتمعات المكتظة مع ورود تقارير يومية عن تسجيل إصابات. لذا يمكن لرفع الحظر أن يؤدي بسهولة إلى موجة عدوى جديدة. الحظر الكامل ضروري لكبح انتشار المرض. عالم الفيروسات الذي تحدثت إليه يعتقد أن الهند لا زالت في مراحل مبكرة من انتشار الفيروس. وليس هناك معلومات كافية في البلاد عن انتشار العدوى أو عن عدد الحالات التي أصيبت وتماثلت للشفاء لتستطيع أن تطوّر ما يعرف بمناعة القطيع. لا شكّ أن الإغلاق بدأ بالتأثير سلباً على الإقتصاد. وتعتبر العديد من المقاطعات بمثابة البؤر المحركة لعجلة الاقتصاد والمساهمة بإيرادات ضخمة في الخزينة. فمومباي هي العاصمة الاقتصادية للهند ومدينة مقاطعة مهارشترا الأساسية تؤمن أكثر من ثلث مدخول الضرائب.
في وقت سابق ، تحدى المئات من العمال المهاجرين الغاضبين العالقين في مدينة سورات الغربية في مقاطعة غوجارات القيود المفروضة على السماح لهم بالعودة إلى منازلهم بعد سماع تقارير عن تمديد فترة الإغلاق. و أغلق العمال الطرقات وتعرّضوا للمتلكات وأحرقوا إطارات وآليات وقام بعضهم برمي الحجارة. وتوافدت أعداد كبيرة من الشرطة واعتقل نحو 80 عاملاً. و فرض رئيس الوزراء مودي الإغلاق في 25 مارس عبر تحذير بسيط تاركاً الملايين محاصرين و من دون طعام. و يحظّر على ما يقارب 1.3 مليار مقيم في الهند الخروج من منازلهم مع فرض الحظر على التجمعات العامة وإغلاق جميع الإعمال غير الضرورية. و هناك مخاوف من أن يؤدي انتشار الفيروس في واحدة من أكثر البلدان ازدحاماً بالسكان إلى كارثة إنسانية.
(المصدر:BBC عربي )