اعتبرت دمشق اليوم الخميس، أن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول استخدام مواد سامة في بلدة اللطامنة بمحافظة حماة غربي البلاد عام 2017، « مضلل » وتضمن « استنتاجات مزيفة ومفبركة »، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا).
أدانت الخارجية السورية في بيان نشرته الوكالة، التقرير « المضلل » الصادر الأربعاء لما يسمى بـ (فريق التحقيق وتحديد الهوية) الذي وصفته بأنه « فريق غير شرعي وغير ميثاقي ». و قال البيان، إن « التقرير يتضمن استنتاجات مزيفة ومفبركة الهدف منها تزوير الحقائق واتهام الحكومة السورية باستخدام مواد سامة عام 2017 في بلدة اللطامنة ». و لفت الى أن التقرير « اعتمد على مصادر أعدها وفبركها إرهابيو جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حاليا) وما تسمى جماعة الخوذ البيضاء الإرهابية تنفيذاً لتعليمات مشغليهم في الولايات المتحدة وتركيا وبعض الدول الغربية ».
و رفضت دمشق، ما جاء في تقرير « فريق التحقيق وتحديد الهوية » شكلا ومضمونا، نافية في الوقت ذاته قيامها باستخدام الغازات السامة في بلدة اللطامنة أو في أي مدينة أو قرية سورية أخرى. و أكدت دمشق أن الجيش السوري « لم يستخدم مثل هذه الأسلحة في أصعب المعارك التي خاضها ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة »، ودعت المجتمع الدولي إلى « رفض زيف هذه الادعاءات الجديدة الملفقة ». و أعربت دمشق في الوقت ذاته عن أسفها لتحويل المنظمة إلى « أداة لتنفيذ المخططات العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها وساحة لتصفية الحسابات السياسية مع سوريا التي تحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع ».
و أكدت سوريا أنها « ترفض رفضاً قاطعاً استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي جهة كانت وفي أي زمان أو مكان ». و شددت على أن « سوريا لم تستخدم الأسلحة الكيميائية سابقا ولا يمكن لها أن تستخدمها الآن لأنها لا تمتلكها أصلا ولأنها تعتبر استخدام مثل هذه الأسلحة السامة مناقضا لالتزاماتها الأخلاقية والقانونية ». و كان تقرير صدر الأربعاء عن فريق تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، حمل القوات الجوية السورية، مسؤولية شن هجمات كيماوية على غرب حماة في عام 2017. و ذكر التقرير أن القوات الجوية أسقطت قنابل تحتوي على « غازي الكلور والسارين » على بلدة اللطامنة في محافظة حماة عام 2017.
و بحسب التقرير، فان القنابل أطلقتها طائرات سوخوي-22 وطائرة مروحية تابعة للنظام السوري. و جرى تشكيل فريق التحقيق من قبل أعضاء المنظمة في عام 2018، لتحديد وقوع الهجمات في سوريا، بعد أنباء عن وقوع هجمات كيماوية في عدة مناطق، وهو قرار عارضته موسكو و دمشق. و كانت المنظمة أعلنت مؤخرا أن فريقا جديدا تابعا لها يعتزم التحقيق في أنباء حول وقوع 9 هجمات كيماوية خلال الحرب الدائرة في سوريا منها هجمات في مدينة دوما في الغوطة الشرقية عام 2018 .
و زار فريق تابع للمنظمة عدة مرات مواقع في سوريا للتحقق من الأنباء حول وقوع هجمات كيماوية ، منها مدينة دوما لجمع عينات على صلة بمزاعم استخدام أسلحة كيميائية لتحليلها. و وجهت أصابع الاتهام الى الحكومة السورية والمعارضة باستخدام أسلحة كيماوية خلال الصراع الدائر في البلاد منذ العام 2011، إلا أن دمشق نفت هذا الأمر مرارا وأكدت موافقتها على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية.
(المصدر: شينخوا)