نفت المملكة العربية السعودية اليوم السبت ما تردد في وسائل إعلام عن انسحابها من صفقة دول تجمع (أوبك +) الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) و 10 دول نفطية أخرى، منها روسيا وكازاخستان، وينتج أكثر من نصف إنتاج العالم من النفط.
جاء النفي في تصريحين منفصلين لكل من وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ووزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس). و لفتت تقارير إعلامية على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ذكر أن أسباب انخفاض أسعار النفط هو انسحاب المملكة من صفقة (أوبك +) وأن المملكة تخطط للتخلص من منتجي النفط الصخري، بينما ذكر وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أن رفض المملكة تمديد اتفاق (أوبك +) وانسحابها منه، إلى جانب خطواتها الأخرى أثرت سلباً على السوق البترولية. و أكد وزير الخارجية السعودي أن ما تم ذكره عار من الصحة جملة وتفصيلاً ولا يمت للحقيقة بصلة، وأن انسحاب المملكة من الاتفاق غير صحيح، وقال « بل أن روسيا هي من خرجت من الاتفاق، بينما المملكة و 22 دولة أخرى كانت تحاول إقناع روسيا بإجراء المزيد من التخفيضات وتمديد الاتفاق إلا أن روسيا لم توافق على ذلك ».
و بين أن موقف المملكة من إنتاج البترول الصخري معروف وأنه جزء مهم من مصادر الطاقة وأن المملكة كذلك تسعى للوصول إلى المزيد من التخفيضات وتحقيق توازن السوق وهو ما فيه مصلحة لمنتجي البترول الصخري، بعكس ما صدر عن روسيا ورغبتها في بقاء الأسعار منخفضة للتأثير على البترول الصخري. و تمنى وزير الخارجية أن تتخذ روسيا القرارات الصحيحة في الاجتماع العاجل الذي دعت له المملكة يوم الخميس المقبل لدول (أوبك +) ومجموعة من الدول الأخرى بهدف السعي للوصول إلى اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية وأن لا تتعرض أسواق الطاقة للخطر مرة أخرى. بدوره، أكد وزير الطاقة السعودى أن سياسة المملكة البترولية تقضي بالعمل على توازن الأسواق واستقرارها بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، مشيراً إلى أن المملكة بذلت جهوداً كبيرة مع دول (أوبك +) للحد من وجود فائض في السوق البترولية ناتج عن انخفاض نمو الاقتصاد العالمي.
و أشار إلى أن وزير الطاقة الروسي هو المبادر في الخروج للإعلام والتصريح بأن الدول في حل من التزاماتها اعتباراً من أول إبريل، مما أدى إلى زيادة الدول في إنتاجها لمقابلة انخفاض الأسعار لتعويض النقص في الإيرادات. و استغرب إقحام إنتاج البترول الصخري، قائلا « هو الأمر الذي يدركه الروس ومساعيهم وتصريحاتهم في هذا الشأن معروفة، خصوصاً مدراء شركاتهم، وهذا لا يخفى على الجميع، كما لا يخفى على أحد أن المملكة أحد المستثمرين الرئيسيين في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية ». و أكد استمرار المملكة بالترجيب لمن يرغب في إيجاد حلول للأسواق البترولية، لا سيما وقد دعت إلى الاجتماع العاجل في إطار سعي المملكة الدائم في دعم الاقتصاد العالمي في هذا الظرف الاستثنائي، وتقديراً لرغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحثًا عن توازن السوق.
(المصدر: شينخوا)