يقود المكتب الفيدرالي لحماية الدستور في ألمانيا منذ نحو عام حملة لتوعية البرلمانيين بالتهديدات التي يمثلها تنامي نفوذ و انتشار تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي على مختلف الأصعدة السياسية و الاجتماعية و الثقافية.
حسب موقع شبكة «فولتير» الفرنسية، فقد خلص المكتب بعد عام من التحقيقات إلى أن الإخوان المسلمين يشكلون تهديداً يتجاوز في الخطورة تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين على المدى الطويل، مشيراً إلى طبيعة تنظيمهم السري وخططهم المستمرة لتوسيع دوائر نفوذهم في الدول الغربية. و أعاد الموقع نشر مقتطفات من تقرير صدر عن المكتب العام الماضي حول الموضوع ذاته، جاء فيها تحذير البرلمانيين من محاولة التنظيم الإرهابي التستر خلف القوانين والتظاهر باحترام الدستور، بهدف الوصول إلى مبتغاه، مشدداً على أن الجماعة تسعى لتحقيق أهداف سرية تتنافى بشكل قاطع مع الديمقراطية وسيادة القانون.
و توضح شبكة «فولتير» أن المكتب أكد أنه وبعد عام من الجهود الرسمية لزيادة الوعي حول خطورة التنظيم السري، «بات من الملاحظ انخفاض قدرة الإخوان على التأثير» في ألمانيا. و تشير الشبكة إلى أن المكتب الفيدرالي يتبع لوزارة الداخلية الألمانية، لافتة إلى أن جهوده «اشتبكت» مع نشاط وزارة الخارجية التي كثفت تعاملها مع الإخوان في بداية ما يُعرف بـ«الربيع العربي»، وأنشأت مكتباً خاصاً لهذا الغرض. و ذكّرت الشبكة بتاريخ تعامل دول غربية مع تنظيم الإخوان لتحقيق أهداف مشبوهة، مشيرة إلى أن البريطانيين والأمريكيين طلبوا من حلفائهم الأوروبيين خصوصاً فرنسا وألمانيا، استقبال قادة التنظيم إبان ذروة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، حيث استخدم حلف الناتو الجماعة ضد أعدائه الشرقيين.
و قال الموقع إن القيادي الإخواني المصري سعيد رمضان أسس مركزاً إسلامياً في ميونيخ، وأدار برنامجاً في إذاعة أوروبا الحرة موجهاً ضد الدعاية السوفيتية، وذلك بتمويل أمريكي من الكونغرس، كما أن ألمانيا منحت اللجوء في الثمانينيات لقادة الإخوان السوريين، وسعت إلى الاستفادة من خدمات الجماعة في بعض الفترات. و لفت الموقع إلى الدعم الكبير الذي حظي به قادة تنظيم الإخوان مع اندلاع التوترات في الشرق الأوسط عام 2011، حيث سعت بعض دوائر صنع القرار في الغرب إلى تسليم السلطة إلى التنظيم في بلدان بالمنطقة العربية. و تعرف «شبكة فولتير» نفسها بكونها منبراً للصحافة البديلة، يرأسه الصحفي الفرنسي الشهير تييري ميسان، ويمتدُّ مجال اهتمامها إلى العلاقات الدولية وتحليل الأخبار السياسية حول العالم.
(المصدر: الرؤية)