انعكس غياب الزوار عن الحديقة الرئيسية في قلقيلية شمال الضفة الغربية بتأثير سلبي على بعض الحيوانات التي ظهرت عليها العزلة والكسل في ظل حالة الإغلاق الناتجة عن حالة الطوارئ لمنع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد.
استغلت أنواع من الحيوانات التي كانت تألف حركة الزوار، غياب الضجيج بالعودة إلى طبيعتها بالتكاثر في أورقة الحديقة البالغ مساحتها أكثر من 40 دونما وتضم موقف للسيارات بمساحة 4 دونمات. و بينما يجلس القرد « روبن » وعائلته زوجته وابنه في بيتهم دون حراك إلا ما ندر في هذه الفترة، يستذكر محمد باسم مدير الحديقة، ألعاب وحركات القرد التي لا تنتهي عند استقبال الزوار.و يقول باسم لوكالة أنباء (شينخوا) بينما يتفقد الحديقة إن « القرد روبن من كثرة تعامله مع الزوار وصل إلى درجة عالية من مستوى فهمه للبشر، لكنه حاليا توقف كليا عن حركاته وشقاوته المعتادة في اللعب واللهو ».
و رغم وجود أطباء بيطريين مختصين في التعامل مع هذه الحالة التي تصيب الحيوانات، لكن باسم يؤكد أن القرود في الحديقة من ستة أنواع تأثرت بشكل كبير بحالة الإغلاق ومنع دخول الزوار للحديقة. و يشير إلى أن هذا الحال لم ينطبق على جميع الحيوانات التي بعضها وجد وقته وخصوصيته باستغلال حالة الإغلاق للتكاثر، لافتا إلى أن الحديقة استقبلت نحو 27 مولودا جديدا من جميع أنواع الحيوانات فيما لا تزال بعض الإناث حامل. و ينبه إلى ظروف التزاوج والتكاثر أصبحت أكثر ملاءمة لبعض الحيوانات التي عزفت عن التكاثر في مثل هذا الوقت من الأعوام السابقة بسبب حركة الزوار الكثيفة.
و أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الخامس من مارس الماضي حالة الطوارئ فور تسجيل أول حالات إصابة بالفيروس في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض. و على إثر الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتضمن العزلة وتحديد الحركة، تم إغلاق المدارس والكنائس والمساجد والمحلات التجارية والمطاعم والنوادي والصالات الرياضية وحظر التجمعات العامة. و أدى الإعلان إلى فقدان الحديقة الزوار لهذا العام المقدر عدد بأكثر من 100 ألف زائر بينهم رحلات مدرسية من مدن الضفة الغربية في شهري مارس وأبريل، بالإضافة إلى شهر رمضان.
و انعكس هذا الوضع بإغلاق الأماكن العامة والمتنزهات اقتصاديا على الحديقة التي تتبع إلى بلدية قلقيلية وتشغل ما يقارب 70 موظفا يقومون على رعاية 400 حيوان في الحديقة من 70 نوعا. و يقول باسم إن « مصاريف الحديقة لم تنخفض من حيث توفير الغذاء للحيوانات ورواتب العمال لم تتوقف وهذا أثقل كاهل إدارة الحديقة، ولولا تبعية الحديقة للبلدية لانهارت بشكل كامل بسبب الإغلاق ». و يأمل بأن تتواصل إجراءات الحكومة الفلسطينية بالتخفيف من قيود الحركة خاصة أن ما تم اتخاذه من قرارات للتخفيف ساعدت الحديقة في الحصول على الطعام للحيوانات.
و يبرز أن تخفيف القيود بشكل تدريجي قد يتيح المجال لإعادة افتتاح الحديقة بعد فترة من الزمن الأمر الذي قد يساهم بسد جزء من التزاماتها التي زادت مع تكاثر الحيوانات. و يعمل باسم، مع فريق من الحديقة بالتواصل مع مؤسسات دولية مختصة بحماية الحيوان خاصة إجراءات السلامة لمنع انتقال العدوى الى بعض الحيوانات من الإنسان وكيف يمكن الحفاظ على سلامتها. و اتخذت الحكومة الفلسطينية منذ أيام إجراءات جديدة في إطار التخفيف من القيود التي فرضت لنحو شهرين في الأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على ضرورة اتباع وسائل الصحة والسلامة لمنع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد.
و يقول رئيس بلدية قلقيلة هاشم المصري لـ (شينخوا)، إن الحديقة كقطاع سياحي قد يكون آخر القطاعات التي يمكن افتتاحها بعد محاصرة مرض فيروس كورنا. و يشير المصري، إلى أن الدخل السنوي للبلدية من الحديقة يصل إلى 6 ملايين شيقل (الدولار=3.55 شيقل) توزع على نفقات للحديقة نصفها رواتب للموظفين والأعمال الفنية التي تقوم بها الحديقة وهي لم تتوقف بسبب الاغلاق. و يوضح أن موسم الرحلات المدرسية الذي يشكل تقريبا ثلث دخل الحديقة السنوي يمر دون تحقيق أي منه هذا العام. و يأمل المصري، الانتهاء من أزمة كورونا بشكل كامل لتتمكن الحديقة من العودة للعمل خاصة في ظل فترة عيد الفطر التي عادة ما تكون فيها مقصدا للمواطنين والزوار.
(المصدر: شينخوا)