انسحبت حفتر من الوطية بعد تدمير منظومتي دفاع جوي بمجرد وصولهما إليها – مقتل العشرات من مليشيا حفتر في غارات جوية بينهم قادة بارزون خلال الأسابيع الماضية – ترهونة وجنوب طرابلس الهدف القادم للقوات الحكومية ثم سرت و قاعدة الجفرة الجوية و فزان.
حقق الجيش الليبي التابع للحكومة الشرعية، انتصارا استراتيجيا هاما في المنطقة الغربية، بعد سيطرته الكاملة على قاعدة الوطية الجوية، التي تعد أكبر تمركز لمليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، غرب العاصمة طرابلس. و هذا الحدث لن يكون مجرد سيطرة على قاعدة جوية وإنما ستكون له تداعياته على كامل المنطقة الممتدة من الحدود التونسية إلى قاعدة الجفرة الجوية (وسط).
فسيطرة القوات الحكومية على قاعدة الوطية (140 كلم جنوب غرب طرابلس)، يمثل ثاني سقوط لغرفة عمليات رئيسية في المنطقة الغربية التابعة لمليشيا حفتر، بعد سقوط مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، في 26 يونيو/ حزيران 2019.
في حين قالت قوات شرق ليبيا المنهزمة (الجيش الوطني الليبي) إنها انسحبت من أجزاء من طرابلس خلال ليل الاثنين بعد أن خسرت أحد معاقلها الرئيسية في غرب ليبيا يوم الاثنين في ضربة قوية لحملة استمرت عاما للسيطرة على العاصمة. و قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري إن القوة نفذت عملية إعادة انتشار و تمركز على جبهات القتال، متخلية عن بعض المناطق السكنية المزدحمة.
و يقاتل الجيش الوطني الليبي منذ أكثر من عام من أجل السيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة، و التي رجحت كفتها في الحرب منذ يناير كانون الثاني بمساعدة عسكرية من تركيا. و يحصل الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر على دعم من الإمارات و روسيا و مصر.
و يوم الاثنين، سيطرت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني على قاعدة الوطية الجوية غربي العاصمة بعد محاولات استمرت أسابيع، في أكبر تقدم لها خلال عام حرم الجيش الوطني الليبي من مطاره الوحيد قرب طرابلس. و في أعقاب السيطرة على القاعدة، عرضت القوات الموالية لحكومة الوفاق نظام دفاع جوي من طراز بانتسير الروسي الصنع و الذي يتم تركيبه على شاحنة، إلى جانب دليل استخدام باللغة العربية.
و قال المسماري إنه تم إخلاء القاعدة كجزء من قرار استراتيجي مخطط له منذ فترة طويلة وأنه لم يبق هناك سوى المعدات القديمة والمتهالكة. و قال وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا على تويتر ”أصبح حفتر صفرا على الشمال وباتت فرصة نجاحه معدومة! من الحكمة أن يعيد داعموه،الإمارات وروسيا ومصر والأردن، تفكيرهم في محاولتهم تقويض حلم الليبيين في الديموقراطية“.
المصدر: وكالات