مع اعتقادها بتسطح منحنى لفيروس كورونا الجديد، خففت العديد من الدول الأوروبية من إجراءات العزل ذات الصلة، غير أن الولايات المتحدة لم تواجه بعد أحلك لحظاتها وسط تداعيات اقتصادية وتطورات دفعت مسؤولين كبارا إلى الحجر الذاتي نتيجة مخالطتهم لمرضى بكوفيد-19.

تخفيف تدريجي في أوروبا
في إسبانيا، إحدى الدول الأوروبية الأكثر تضررا من كوفيد-19، انتقل نصف البلاد إلى المرحلة الثانية من خطة المراحل الأربع لتخفيف قيود الإغلاق التي وضعت في 15 مارس لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد. و ستتمكن هذه المناطق، التي تشمل منطقة الباسك وكانتابريا وغاليسيا، من فتح بعض الخدمات الخارجية والمحلات التجارية التي تقل مساحتها عن 400 متر مربع، وسيسمح أيضا بتجمع ما يصل إلى 10 أشخاص داخل المقاطعات. و قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يوم السبت إن الفيروس لا ينتهي عند حدود المقاطعات، مضيفا أن تخفيف اجراءات العزل سيسترشد بالمشورة العلمية والحذر. و في 4 مايو، خففت إيطاليا، وهي دولة أخرى أثر عليها الوباء بشدة، القيود على الأنشطة الإنتاجية وحركة الأفراد لأول مرة بعد ما يقرب من 8 أسابيع.
و بشكل عام، عاد حوالي 4.4 مليون شخص إلى العمل، ليضافوا إلى العاملين في القطاعات الاقتصادية الأساسية مثل صناعة المواد الغذائية ومحلات السوبر ماركت ووسائل النقل والذين لم يتوقفوا أبدا أثناء الإغلاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 مارس. و يمكن للشركات في قطاعات التصنيع والبناء والجملة استئناف العمل، شريطة ضمان الامتثال الصارم لبروتوكولات السلامة في مكان العمل. و كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون النقاب عن خارطة طريق للخروج يوم الأحد، قائلا: « نحتاج الآن إلى التأكيد على أن أي شخص لا يستطيع العمل من المنزل، مثل الذين يعملون في البناء أو التصنيع، ينبغي تشجيعه بنشاط على الذهاب إلى العمل ». و قال إنه ابتداء من يوم الأربعاء، تريد الحكومة « تشجيع الناس على ممارسة التمارين بشكل أكبر وغير محدود في الهواء الطلق ». كما خففت فرنسا والدنمارك وألمانيا ودول أوروبية أخرى من إجراءات الإغلاق الخاصة بها جزئيا على الأقل.
أحلك لحظة في الولايات المتحدة
لم تتعامل الولايات المتحدة بعد مع اقتصاد تضرر بشدة من كوفيد-19 وضغوط لمنع انتشار الفيروس مع خضوع العديد من كبار المسؤولين للحجر الصحي الذاتي. و ألغى أرباب العمل الأمريكيون 20.5 مليون وظيفة في أبريل، وفقا للبيانات الصادرة يوم الجمعة عن مكتب إحصاءات العمل. قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن أرقام البطالة ربما « ستزداد سوءا قبل أن تتحسن »، معترفا بأن معدل البطالة الحالي ربما وصل بالفعل إلى 25 بالمائة، حسبما أفادت شبكة (فوكس نيوز) يوم الأحد. و في وقت لاحق من يوم الأحد ، قال نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، لقناة (أيه بي سي)، إن « الأسوأ لم يأت بعد على جبهة العمل ». و قال « لحل (مشكلة) الاقتصاد، يجب علينا حل (مشكلة) الفيروس. دعونا لا نغفل عن هذه الحقيقة ».
و أضاف كشكاري « ما تعلمته في الأشهر القليلة الماضية، لسوء الحظ، هو أن الانتعاش من المرجح أن يكون بطيئا وتدريجيا »، ملقيا بظلال من الشك على توقعات متفائلة لمسؤولي البيت الأبيض بشأن « نصف ثاني قوي جدا في 2020 وهدير في 2021 ». و تبدو الاحتمالات أكثر غموضا حيث تم وضع العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين في الحجر الصحي بعد مخالطتهم لحالات إصابة مؤكدة بكوفيد-19. و أفادت وسائل الإعلام الأمريكية يوم الأحد أن نائب الرئيس مايك بنس، الذي يقود فريق العمل المعني بفيروس كورونا الجديد في البيت الأبيض، ينأى بنفسه عن الآخرين بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة سكرتيرته الصحفية كاتي ميللر بفيروس كورونا الجديد يوم الخميس.
و بدأ في وقت سابق أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وروبرت ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وستيفن هان، مفوض إدارة الغذاء والدواء — وجميعهم أعضاء كبار في فريق العمل المعني بفيروس كورونا الجديد في البيت الأبيض–الحجر الذاتي لمدة أسبوعين بعد مخالطتهم لشخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا الجديد، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية يوم السبت. و أشار كاشكاري إلى أن « اقتصادا قويا » يتطلب اختراقا كبيرا في اللقاحات والاختبارات والعلاجات على نطاق واسع لمنح الناس الثقة في أن العودة ستكون آمنة. غير أن مسؤول بنك الاحتياطي الفيدرالي تابع بقوله: « لا أعرف متى سنحصل على هذه الثقة ».
(المصدر: شينخوا)