دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائري عبدالرحمن بن بوزيد إلى استئناف العمل بالمستشفيات تدريجياً، مؤكداً أن الوضع المرتبط بجائحة كورونا «آخذ في التحسن».

قال بن بوزيد: «حالياً الوضع بدأ في التحسن، لذا أوجه نداء إلى كل المستشفيات لاستئناف العمل العادي بصفة تدريجية، مع الاستمرار في احترام كل الإجراءات الوقائية المقررة في إطار مواجهة وباء كورونا». و أضاف: «في بداية انتشار فيروس كورونا طلبنا تجميد أنشطة العديد من المصالح الاستشفائية منها، بينها إجراء العمليات الجراحية لمنع تفشي الوباء». و أكد بن بوزيد، ان العديد من المرضى بعضهم يمثل حالات عاجلة بحاجة للعلاج. و سجلت الجزائر حتى الجمعة، 488 حالة وفاة و5369 إصابة، مقابل تعافي 2467 شخصاً، بحسب بيانات وزارة الصحة. و في وقت سابق صرح وزير الصحة بأن بلاده تحكم على انتشار وباء كورونا بانخفاض عدد الوفيات وليس بارتفاع عدد الإصابات المؤكدة.
و فسر الوزير ارتفاع تسجيل عدد الإصابات بارتفاع القدرة على التشخيص اليومي في المعامل.كما أرجعها إلى حركة المواطنين التي زادت من نقل العدوى بعد التخفيف من إجراءات الحجر الصحي، خاصة بالعاصمة وبولاية البليدة التي تسجل أعلى عدد الإصابات والوفيات. في حين يرى الدكتور إلياس مرابط رئيس نقابة مستخدمي الصحة العمومية أن تراجع نسبة الوفيات هو أحد المؤشرات العالمية لقياس درجة التحكم في الوضع الوبائي، إلى جانب مؤشرات صحية أخرى. و قال مرابط لــ«الرؤية» لكي يكون التقييم علمياً، يجب ألا نغفل مؤشر عدد الإصابات المؤكدة وعدد الحالات المشخصة وحالات الشفاء. و أكد مرابط على ضرورة تحضير المواطنين جيداً لمرحلة الرفع التدريجي للحجر، عبر حملات التوعية، وتوفير الوسائل منها الأقنعة الواقية، ويرفض تحميل المسؤولية كاملة للمواطنين.
من جهته، يرى عضو لجنة متابعة «كوفيد-19» بالجزائر ورئيس عمادة الأطباء الدكتور محمد بقاط بركاني أن ارتفاع قدرات الفحص اليومي من 100 إلى 400 عينة، سبب من أسباب ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة، غير أن العامل الرئيسي من وجهة نظره هو تجاهل المواطنين للتحذيرات. و أكد الدكتور محمد بقاط بركاني لــ«الرؤية» أن ارتداء القناع الذي تمنى إلزاميته وزير الصحة كحزام الأمان بالنسبة لسائقي السيارات، ضروري خلال الشهر المقبل، لتكسير العدوى. و افترض بركاني أن «كوفيد-19» يشبه فيروس الأنفلونزا الذي يبقى في الصيف موجوداً ولكن بقدرة انتقال ضئيلة على أمل أن يتم التوصل إلى اكتشاف اللقاح المضاد له قبل الشتاء المقبل، ودعا وزير الصحة إلى الاستعداد للتعايش مع الوباء في المرحلة المقبلة.
و تحدثت تقارير محلية عن قيام بعض المواطنين بمغادرة مناطقهم التي شهدت عدداً أكبر في حالات الإصابة والتوجه إلى المناطق المجاورة التي لم تسجل بها إلا حالات معدودة للتنزه والتسوق دون الالتزام باحتياطات الوقاية كارتداء الأقنعة الواقية، ما أحدث جدلاً لدى هؤلاء المواطنين. في هذا الخصوص أكد بركاني: في الواقع لا نستطيع إثبات أن المناطق التي سجلت فيها حالات كبيرة من الإصابة يوجد فيها الفيروس والعدوى أكثر من المناطق التي لم تسجل فيها إلا حالات معدودة. و يرى أن انتقال الناس من مناطق إلى أخرى هو بسبب حاجات الناس، حيث من الطبيعي أن يتنقل مواطن من ولايته التي لا يوجد بها محل للحلويات على سبيل المثال إلى الولاية المجاورة التي يفتح فيها مثل تلك المحلات. و يرى أن تسيير إجراءات الحجر يجب أن يكون بقانون وطني ملزماً لجميع المناطق.
(المصدر: الرؤية)