قام مسلحون من تنظيم داعش الإرهابي بأعمال شغب في سجن شمال شرقي سوريا، أمس الأحد، بعد شهر من أعمال عنف مشابهة بالمنشأة ذاتها ما أتاح لـ4 إرهابيين الفرار، بحسب ما ذكر مرصد مراقب للحرب ومجموعة ناشطة كردية.
أرسلت قوات كردية تعزيزات للسجن الواقع في محافظة الحسكة شرقي البلاد، كما حلقت مروحيات عسكرية أمريكية فوقه، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان من مقره في بريطانيا، ووكالة «نورث برس» الإعلامية التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد. تدير السلطات الكردية حالياً ما يزيد على 24 منشأة احتجاز واعتقال في شمال شرق سوريا، تضم نحو 10 آلاف من مسلحي داعش. ومن بينهم نحو 2000 أجنبي رفضت أوطانهم استقبالهم، بينهم قرابة 800 أوروبي. و قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو جبريل، إن قواته تمكنت من إخماد أعمال الشغب مساء الأحد. و أضاف أن مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية وأعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شاركوا في محادثات مع السجناء.
كما ذكر أن القوات الخاصة الكردية ووحدات مكافحة الإرهاب شاركت في عمليات السيطرة على الأوضاع. ولم يُدلِ بتفاصيل أخرى حول عدد السجناء المتورطين أو ما إذا كان هناك ضحايا. و استطرد جبريل قائلاً إن التحالف والمجتمع الدولي يتحملان مسؤولية إيجاد حلول لمعتقلي داعش، وعليهم تقديم المزيد من الدعم لتحسين الأوضاع الأمنية والمعيشية في السجون. في أواخر مارس، اندلعت أعمال شغب استمرت يومين في السجن ذاته عندما بدأت عناصر سابقة في داعش بطرق الأبواب وأحدثوا ثقوباً في الجدران بين الزنازين، ليتمكن 4 سجناء من الفرار ولكن تم القبض عليهم بعد ذلك بيوم. و عقب تمكن قوات سوريا الديمقراطية من إخماد أعمال الشغب، ناشد قائد القوات مظلوم عبدي البلدان الأصلية للمقاتلين الأجانب إيجاد حل للسجناء.
و كانت أعمال الشغب واحدة من أخطر الانتفاضات التي قام بها السجناء منذ هزيمة تنظيم داعش قبل عام، عندما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على آخر منطقة خاضعة لقبضة عليها التنظيم شرق سوريا. أثار تجدد هجمات داعش في كل من سوريا والعراق مخاوف من أن تستغل الجماعة المتشددة انشغال الحكومات بالتعامل مع جائحة فيروس كورونا والانزلاق إلى الفوضى الاقتصادية. كان التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، قد أعلن الشهر الماضي تسليم مواد النظافة والمستلزمات الطبية إلى أماكن الاعتقال في جميع أنحاء شمال شرق سوريا، مثل أحواض غسل اليدين، والمناديل المطهرة، والكمامات والقفازات. تم الإبلاغ عن حالة وفاة واحدة بفيروس كورونا في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا في أبريل، فيما سجلت الحكومة المركزية في دمشق 43 حالة إصابة مؤكدة و3 وفيات.
(المصدر: الرؤية)