قال موقع «دير شبيغل» الألماني إن مقتل لاجئ سوري شاب على يد الشرطة التركية لمخالفته القواعد الاحترازية لمكافحة فيروس «كورونا» يكشف عن حجم المأساة التي يعيشها اللاجئون وفقرهم في هذا البلد.
أضاف الموقع في تقرير نشره السبت بعنوان «طلقة في القلب» أن فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي فضح الرواية الرسمية التي تناقلتها إدارة مدينة «أضنة» التي شهدت الحادث حيث صرحت السلطات الرسمية بأن قتل الشرطة للشاب «علي الحمدان» الأسبوع الماضي «حادث مأساوي» وادعت أنه غير مقصود حيث هرب الشاب أثناء دورية للشرطة لتقصي أوضاع حظر التجول في المدينة، مما اضطر الشرطي لإطلاق النار على قدميه. و أشار التقرير إلى أن الفيديو أظهر كيفية محاولة الإسعاف إنعاش قلب الشاب على الأرض لأن الرصاصة وجهت لقلبه وليس لقدميه كما زعمت الرواية الرسمية، وفي الفيديو يظهر صراخ امرأة تحكي أن الشرطة جرت وراء الشاب لأنه رفض الوقوف وأطلقت عليه الرصاص في صدره. وأكد التقرير أن الفيديو خلال ساعات قصيرة تحول لملايين المشاهدات وتصدر هاشتاغ على تويتر بعنوان «أين هم من قتلوا علي؟»، مما أجبر الشرطة على احتواء الغضب وأعلن رئيس نقابة المحاميين بالمدينة «فيلي كوسوك» عن القبض على الشرطي وتوجيه تهمة القتل له.
و أعرب مشاركون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أمنيتهم في محاكمة عادلة، خاصة أنه في أحداث مماثلة لم يعاقب أي شرطي في البلاد. و أكد التقرير أن هذه الواقعة لا تكشف فقط عن عنف وتعسف الشرطة في تركيا، بل أزاحت الستار أيضاً عن أزمة أخطر وهي أزمة كورونا وكيف تفتك بأشد الناس فقراً في تركيا وهم اللاجئون السوريون بالأخص. و كانت الشرطة قد فرضت حظر تجول بالمدينة لمن هم أكبر من 65 عاماً وأقل من 20 عاماً، لذ كان «الحمدان» الذي يبلغ من العمر 19 عاماً مخالفا لشروط الحظر. و قال «كوسوك» بالتقرير إن الشاب كان يعمل في ورشة لصناعة المنسوجات لمساعدة أسرته، وهرب من الشرطة حتى لا يدفع غرامة مخالفة الحظر. و قال «إنه مثل كثيرين من اللاجئين السوريين الصغار الذين هربوا من مدينة حلب إلى تركيا ويعملون لمساعدة عائلاتهم في ظل ظروف صعبة للغاية».
و أشار التقرير إلى أن اللاجئ السوري لا يستطيع الغياب يوماً عن العمل وإلا لن يجد قوته وقوت عائلته، وأنه دفع الآن حياته كلها ثمناً لذلك، وأن العائلات السورية الأخرى تتساءل كما كانت من قبل دوماً حول كيفية أن تلبي احتياجاتها المادية في ظل أوضاع أصعب بتفشي وباء كورونا. و نوه تقرير «دير شبيغل» إلى أن كورونا زادت أوضاع اللاجئين سوءاً في تركيا وأن الوباء ربما يضر بـ4 مليون عائلة ويجرها لمزيد من الفقر. و قالت «شيرين إبراهيم» مديرة مؤسسة المساعدة «كير» إن أوضاع اللاجئين في تركيا كانت كارثية قبل كورونا والآن أصبحت أشد وطأة. وأشارت إلى أن غالبية اللاجئين في تركيا يعيشون تحت خط الفقر ويعتمدون على الأجور اليومية لتغطية نفقاتهم.
و أكد التقرير أنه حتى من قبل ظهور كورونا تغيرت بشدة الحالة المزاجية لقطاعات كبيرة من الشعب التركي ضد اللاجئين السوريين، وأن حالات الاعتداء عليهم زادت في الفترة الماضية، وأنه ينظر إليهم في البلاد بشكل متزايد على أنهم منافسين على الوظائف والشقق السكنية. و عبر بعض الخبراء عن مخاوفهم من صدام كبير في المستقبل في حال شعر السكان المحليون أنهم يتنافسون مع اللاجئين على الرعاية الطبية أيضاً، خاصة في ظل تكتم الحكومة في أنقرة عما إذا كان بين المصابين، الذين تعدت أرقامهم الـ110 آلاف لاجئين. وأرجع التقرير ذلك كونها تحتفظ بمعظم المعلومات لنفسها ربما خوفاً من تعميق الانقسامات في البلاد
(المصدر: الرؤية)