ارتفع عدد الإصابات بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19) إلى 4648 حالة مؤكدة والوفيات إلى 465 حالة بحسب ما أعلنه الناطق الرسمي باسم لجنة رصد ومتابعة مرض فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة الجزائرية البروفيسور جمال فورار اليوم الإثنين.
قال فورار في مؤتمر صحفي إن اللجنة سجلت خلال الـ 24 ساعة الأخيرة 174 إصابة مؤكدة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 4648 حالة. و أشار إلى تسجيل حالتي وفاة جديدتين ليصل إجمالي الوفيات إلى 465 حالة، وتماثلت 62 حالة للشفاء ليرتفع عدد حالات التعافي إلى 1998 حالة. و أوضح أن حالات الإصابة سجلت في المحافظات الـ 48 للبلاد ويشكل المصابون الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 60 عاما نسبة 56 بالمائة من مجموع حالات الإصابة بالمرض، فيما يمثل البالغون 65 عاما فما فوق 65.4 بالمائة من حالات الوفيات. و أشار فورار إلى أن 20 محافظة لم تسجل بها أي حالة مؤكدة اليوم، فيما سجلت 14 محافظة أخرى ما بين حالة واحدة و5 حالات، و14 محافظة أخرى أكثر من 5 حالات. و تعد سطيف وعين الدفلى وقسنطينة وبرج بوعريريج وتلمسان والدية وأم البواقي وبشار من بين المحافظات التي سجلت أكبر عدد للحالات خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.
و يبلغ عدد الحالات التي تخضع للعلاج 7710 حالات، وتشمل الحالات المؤكدة والحالات المشتبه فيها. و كانت الجزائر سجلت في 25 فبراير الماضي أول إصابة بمرض فيروس كورونا لشخص من جنسية إيطالية دخل البلاد في 17 من الشهر ذاته، وتم ترحيله لاحقا. و في كلمة له أمام القمة الافتراضية لرؤساء دول وحكومات حركة عدم الانحياز اليوم قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن الجزائر شرعت منذ ظهور أولى الإصابات بالمرض في تطبيق الحجر الصحي وتعزيز الإجراءات الوقائية وتكثيف الحملات تجاه المواطنين من أجل رفع مستوى الوعي الصحي خاصة وأن الحق في الصحة والتغطية الصحية الشاملة بالجزائر مكرس كحق دستوري قائم بذاته بناء على سياسة تطوعية تشمل جميع الفئات الاجتماعية دون تمييز أو استثناء.
كما قامت الجزائر باتخاذ عدة إجراءات لتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد البشرية والمادية الوطنية المتاحة، إذ تخصص الجزائر سنويا أكثر من ثلث عائداتها للتنمية البشرية « ما من شأنه المساهمة في تدعيم القدرات الوطنية بهدف تقليص انتشار جائحة كوفيد-19 والحد من تداعياتها ». و أشار إلى أن الجزائر وضعت عدة آليات تضامنية استعجالية للفئات المتضررة جراء هذا الوضع من خلال رصد مساعدات مالية للتكفل التام بالفئات الهشة من المجتمع واعتماد خطة لتقليص آثار المرض على الاقتصاد « بما يسمح بالعودة بسرعة إلى وتيرة الإنتاج الطبيعية » فضلا عن تسخير كل الإمكانيات المتاحة لإجلاء الرعايا العالقين في مختلف دول العالم وفق مخطط مدروس تدعمه التدابير الاحترازية الضرورية. و شدد الرئيس الجزائري على أهمية الوصول « المنصف والفعال » وفي الوقت المناسب إلى أي لقاحات مستقبلية لمكافحة مرض فيروس كورونا المستجد لجميع الدول وخاصة النامية منها.
من ناحية أخرى، كشف رئيس منتدى رؤساء المؤسسات (أكبر منظمة رجال أعمال في الجزائر) محمد سامي عقلي أن 80 بالمائة من الشركات الجزائرية تضررت من أزمة كورونا. و دعا عقلي قي حديث مع إذاعة الجزائر الحكومية اليوم البنوك إلى مرافقة الشركات والمؤسسات المتضررة من تداعيات المرض، وذلك باعتماد قروض بلا فوائد للحفاظ على فرص العمل في هذه المؤسسات. و شدد على ضرورة الإسراع في الذهاب إلى نموذج اقتصادي جديد عبر تحرير الاستثمار ورفع القيود البيروقراطية، ورقمنة القطاع وإصلاح المنظومة البنكية، لاستقطاب الكتلة النقدية الضخمة المتداولة في السوق الموازية التي قدرها ما بين 60 إلى80 مليار دولار. و دعا إلى بعث دينامية اقتصادية وفتح المزيد من شبابيك البنوك الإسلامية التي من شأنها استعادة هذه الكتلة التي ستسمح بدورها بتمويل الاقتصاد وإخراجه من أزمته التي سببها انهيار أسعار النفط ومرض كوفيد 19 العالمي.
من جانبه، قال وزير المالية الجزائري عبد الرحمن راوية في مؤتمر صحفي إن « الوضعية غير مريحة، فلا يجب الكذب على أنفسنا، إلا أننا نسير الوضعية بشكل دقيق، سيما عبر ترشيد النفقات المتواصلة « . و أشار إلى أن « عملا يجري يوما بيوم من أجل تسيير تراجع إيرادات الدولة » التي تأثرت بانخفاض أسعار وعائدات النفط. و أكد أن الأمر يتعلق بوضعية (كوفيدـ19) لم يكن هناك بلد في العالم بأسره يتوقعها، لكننا لدينا الإمكانيات لمواجهتها ». و قال « إذا اضطررنا لتأجيل بعض المشاريع سنفعل، لكننا لن نتخلى عن المواطن الجزائري ».
(المصدر: شينخوا)