وسط المصاعب التي تتهدد اقتصاد تركيا، يحاول الرئيس رجب طيب أردوغان استغلال كافة الموارد المحتملة لدى الحلفاء في الخارج لتحويلها إلى نجاح سياسي اقتصادي داخلي.
في هذا الصدد، تبرز مغامرة أردوغان الجديدة في الصومال، حيث تسيل التقديرات الكبيرة لمخزون النفط والغاز في المياه الإقليمية لهذا البلد، لعاب «السلطان العثماني الجديد». و سلطت صحيفة «لو اكسبريس» الفرنسية، الضوء اليوم على التوجه الأردوغاني لاستغلال شعارات الشراكة والتعاون مع الصومال، لتحويل ثروة البلد المنهك بسبب الحرب والإرهاب إلى مورد لدعم نظام أنقرة. و قالت الصحيفة إن تركيا تصر منذ فترة على استغلال مخزون النفط الصومالي المتوقع اكتشافه، لدعم نموها الاقتصادي في ظل الأزمات المتلاحقة التي كادت تعصف به في السنوات الأخيرة. و أكدت أن رجب طيب أردوغان وضع الصومال نصب عينيه، ويسعى لجعل الدولة التي تعاني منذ 25 عاماً من الحرب الأهلية والتمرد الإرهابي، بوابة أفريقية لنشاط تركيا واستثماراتها.
و أشارت الصحيفة إلى تصريحات للرئيس التركي في يناير الماضي، حول الملف الصومالي، أكد فيها بشكل واضح اهتمامه بثروات الصومال النفطية، حيث أشار أردوغان إلى أن «الصوماليين دعوا تركيا للتنقيب عن النفط في مياهه الإقليمية». و لفت أردوغان آنذاك إلى أن الجانب الصومالي أشار إلى الجهود التركية في البحث عن الغاز الليبي في البحر الأبيض المتوسط، والذي يمثل قصة أخرى من قصص الرغبة الأردوغانية في استغلال الحلفاء لمصالح أنقرة الاقتصادية. و تنقل الصحيفة عن الأكاديمي دوجا إيرالب، الباحث في العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في واشنطن قوله: إن «تركيا بحاجة ماسة إلى موارد جديدة للطاقة لدعم نمو اقتصادها»، مشيراً إلى أن هذا ما يفسر الهرولة التركية حتى في اتجاه بلد بعيد جغرافياً وغير مستقر أمنياً مثل الصومال.
و وفقاً لـ«لو اكسبريس» فإن اعتماد أنقرة على واردات المواد الهيدروكربونية زاد بشكل كبير منذ الأزمة الاقتصادية التي مرّت بها تركيا في السنوات الأخيرة والتي عاودت الظهور العام الماضي. و تولي تركيا، البلد الفقير نفطياً، أهمية خاصة للعلاقات مع الصومال منذ فترة، حيث لا يتوانى مسؤولوها عن الإشارة إلى أن العلاقات بين البلدين تعود لفترة الدولة العثمانية، وهي الحقبة التي يبدو أن أردوغان يميل إلى استعادتها، حيث اختارت أنقرة، في هذا الإطار، مقديشو لافتتاح أكبر قاعدة عسكرية خارجية لها. و يسيل الموقع الجغرافي للصومال، كذلك، لعاب المسؤولين الأتراك في سعيهم الحثيث لتوسيع النفوذ في المنطقة، حيث يطل البلد الأفريقي على خليج عدن ومدخل البحر الأحمر من جهة والمحيط الهندي من جهة أخرى، ما يجعل موقعه مميزاً في خريطة التجارة الدولية.
(المصدر: الرؤية)