تداولت وسائل إعلام عدة بشكل لافت خلال الأيام الماضية، نتائج دراسة رصدية لجامعة «سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم» اهتمت بتحديد مواعيد انتهاء وباء فيروس كورونا حول العالم، إلاّ أنه، ووسط حالة الاحتفاء بالآجال القريبة التي حددتها الجامعة في العديد من البلدان خصوصاً العربية، لم يسلط الضوء كثيراً على الآليات المتبعة في المشروع البحثي والنموذج الإحصائي المتغير الذي اعتمدته الجامعة.
حسب موقع الجامعة، توقعت الدراسة أن يعلن العالم خلوه بشكل نهائي من كورونا في تاريخ 27 نوفمبر المقبل، وشمل النموذج الذي أعده فريق الجامعة 85 دولة من مختلف القارات. و اعتمدت الجامعة على البيانات المتوفرة حول الإصابات ومسار تفشي الفيروس في مختلف الدول، مقدمة نموذجاً إحصائياً يخلص إلى توقعات لتواريخ انتهاء الوباء في كل بلد.
التصنيف الدولي
و تعد الجامعة المذكورة مؤسسة تعليم غير حكومية، وتصنف في المركز 501-555 في «مؤشر QS» العالمي لترتيب أداء الجامعات الذي تعده سنوياً شركة «كواكواريلي سيموندس» المختصة في قطاع التعليم الدولي. كما تحتل الجامعة المتخصصة في مجال التقنيات الحديثة ونظم المعلومات المرتبة 68 في ترتيب الجامعات في قارة آسيا حسب تصنيف مجلة (US news) الأمريكية لمؤسسات التعليم العالي حول العالم.
التفاؤل المفرط
و بالعودة إلى النموذج الذي اعتمدته الجامعة في دراستها حول تفشي الوباء، نجد أن الفريق القائم عليه حذَّر من التفاؤل المفرط بالنتائج المتوصل إليها حسب النموذج البحثي. و أشارت الجامعة إلى أن الدراسة قد تشمل أخطاء عديدة، نتيجة البيانات المتوفرة ومدى دقتها وتغير سلوك الفيروس في بعض الدول. و فيما تعاملت العديد من وسائل الاعلام مع الموضوع على أساس أنه توقعات نهائية، تشير الجامعة إلى أنها تعتمد على التطور اليومي للوضع في مختلف البلدان، ما يجعل من النتائج والمواعيد المحددة غير ثابتة وتتغير مع كل تحديث.
الأرقام الجديدة
و حتى الآن، لا تسعف الشواهد الميدانية، فريق الدراسة كثيراً في النتائج المتوصل إليها حول مواعيد انتهاء تفشي فيروس كورونا المستجد. ففيما حددت الدراسة، في آخر تحديثاتها، الصين باعتبارها أول بلد سينتهي فيه الوباء، معلنة أنها قضت نهائياً (100%) على الوباء في تاريخ 9 أبريل الجاري، ما زالت الصين حتى الآن تسجل حالات إصابة، حيث أعلنت البلاد اليوم تسجيل 6 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي، إلا أنها في المقابل، أعلنت عدم تسجيل أي وفيات جديدة مرتبطة بالفيروس لليوم الـ13 على التوالي. و ذكرت الدراسة كوريا الجنوبية، باعتبارها ثاني دولة ستعلن التخلص من كابوس كورونا في تاريخ 27 أبريل الجاري، إلا أن هذا البلد ما زال كذلك يسجل عدداً من حالات الإصابة، إذ أعلنت سيول، اليوم، 28 أبريل، 14 حالة إصابة جديدة بالفيروس. و حددت الدراسة 3 مستويات لنهاية الأزمة في كل بلد، من 97% إلى 99% وصولاً إلى 100%.
تداول إعلامي واسع
و إعلامياً، حظيت الدراسة باهتمام واسع خصوصاً في العالم العربي، حيث تم تداول نتائجها على نطاق كبير من قبل صحف وتلفزيونات ومواقع إلكترونية مشهورة، كما لاقت صدى واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة باعتبار نتائجها الحالية خلاصات نهائية. و تظهر نتائج الدراسة، في تحديثها يوم 26 أبريل الجاري، أن أزمة كورونا ستنتهي في معظم الدول العربية في آجال تتراوح بين شهر مايو بالنسبة لبعض الدول مثل الأردن والسودان، ويونيو بالنسبة لدول أخرى مثل السعودية، و يوليو للعراق والإمارات، وتصل حتى نهاية شهر أكتوبر لمصر. و شدّد معدو الدراسة على أن تقديرات مسار المنحنى والانعطاف وتواريخ الانتهاء بالنسبة للوباء الجديد، أمر يخضع للتحديث يومياً، مع مراقبة الوضع في كل بلد على حدة، ورصد مدى نجاعة الإجراءات المتخذة فيه لاحتواء الوباء.
(المصدر: الرؤية)