وسط حالة سوء المعاملة والتعذيب والإجراءات التعسفية، يتصاعد عدد ضحايا الإضراب عن الطعام في السجون التركية، مخلفاً حالتَي وفاة في أقل من شهر، ومحولاً بعض السجناء إلى هياكل بشرية.
حسب صحيفة «كورييه إنترناسيونال» الفرنسية، عادت الظروف المأساوية التي يعاني منها السجناء السياسيون في تركيا، إلى الواجهة من جديد، بعد إعلان وفاة فنان تركي شاب يدعى مصطفى كوجا قبل أيام، إثر أشهر من الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على التعذيب والإجراءات المتعسفة بحقه. و أعلنت فرقة «جروب يورم» التركية، الأسبوع الماضي، عن وفاة عضوها كوجاك، بعد إضراب عن الطعام استمر نحو 300 يوم، موضحة في بيان «الحكومة التركية قتلت مصطفى حتى لا تسمع شهادته في المحكمة». و أرسل مصطفى، قبل وفاته بأيام، رسالة مؤثرة من سجنه، دعا فيها إلى مساعدته للبقاء على قيد الحياة، مشيراً إلى انتزاع شهادته، حول حادثة هجوم على محكمة إسطنبول في 2015، تحت التعذيب والترهيب من طرف الشرطة، فيما يؤكد محاموه عدم قدرة السلطات على إيجاد أي دليل يدين الفقيد.
و قبل إعلان وفاته بثلاثة أسابيع، أعلنت فرقة «يورم» المعروفة بأغانيها المناهضة للحكومة، وفاة المغنية المعارضة هيلين بوليك، بعد دخولها في إضراب عن الطعام استمر نحو 10 أشهر. و أعربت الفرقة عن قلقها البالغ تجاه الحالة الصحية للفنان التركي إبراهيم غوكتشيك المسجون حالياً، بعد دخوله في إضراب عن الطعام، أفقده حتى الآن 50 كلغ من وزنه. و حسب «كورييه إنترناسيونال» فإن السجون التركية تشهد بشكل متزايد حالات إضراب عن الطعام للتنديد بسوء المعاملة أو المطالبة بمراجعة المحاكمات. و حالياً، تتصاعد الدعوات الحقوقية لإطلاق سراح المحاميَّين: إبرو تمتيك، وأيتاتش أونصال، اللذين دخلا في إضراب عن الطعام في السجن منذ فبراير الماضي، احتجاجاً على السياسة التعسفية في حقهما، مهدّدين بمواصلته «حتى الموت».
(المصدر: الرؤية)