ذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول معركته ضد وباء كورونا إلى معركة مع الإعلام المعارض، وأنه يستغل الأزمة كعادته مع كل الأزمات في إسكات الأصوات المعارضة القليلة التي مازالت باقية في بلاده.
أكد تقرير لموقع «دير شيبغل» بعنوان «في الأزمات يبقى أردوغان وفياً لعاداته»، أن تركيا تعد من أعلى الدول الآن في الإصابات بفيروس كورونا حيث تجاوزت 90 ألف حالة بصورة سريعة وخطيرة، وبدلاً من أن يكافح ذلك الرئيس التركي لإنقاذ بلاده، فهو يسير في اتجاه آخر اعتاد عليه دوماً وهو استغلال الأزمات للتخلص من أي انتقاد أو معارضة له. فيما أشار تقرير لموقع «دويتشه فيله» في نسخته الألمانية إلى أن الإعلام المعارض في تركيا يخشى من موجة رقابة وربما اعتقالات قادمة من أردوغان. و قال التقرير إن هناك حالة من الخوف بين الصحفيين في تركيا، تحسباً لموجة غضب جديدة من الرئيس التركي على غرار ما فعله في عام 2016 بعد محاولة الانقلاب الفاشل ضده، حيث إنه وصف الإعلام المعارض لطريقة إداراته لأزمة كورونا بأنهم «فيروس هم الآخرون يجب محاربتهم».
اتهامات أردوغان للإعلام جاءت تحت مبررات معتادة وهي نشر معلومات مغلوطة لنشر الهلع وهدم الروح المعنوية للشعب التركي. و أكد التقرير أن ما يفعله أردوغان ربما ينم عن استعداد جديد لاستغلال كورونا في إسكات الأصوات الباقية ضده. من جهته قال لؤي المدهون، الخبير في الشؤون الألمانية والباحث بجامعة كولونيا، إن جائحة كورونا أظهرت أن هناك سلطات في كثير من دول العالم تستغل اتخاذ الإجراءات الضرورية كذريعة لتقوية سيطرتها على الرأي العام ووسائل الإعلام المختلفة ومنها منصات التواصل الاجتماعي. و أكد في تصريحات خاصة للرؤية أنه في تركيا هناك محاولة منذ سنوات من تزايد تقييد حرية الإعلام، كما يشير التقرير السنوي لمنظمة مراقبون بلا حدود، وهي ظاهرة منتشرة في دول سلطوية عديدة.
و نوه التقرير إلى أن المعارضة التركية الحالية محقة في تخوفها، لأنها تخشى من استغلال الرئيس التركي أردوغان لمخاوف المواطنين ليقوم بتكريس هيمنة الدولة على صناعة الرأي العام. و أكد أن التقارير الأخيرة حول محاولات السلطات التركية تقييد حرية مواقع التواصل الاجتماعي عبر الضغط على الشركات الإلكترونية منها فيسبوك وجوجل وغيرهم، وتهديدهم بفرض غرامات يعد مواصلة لهذا النهج. و عبر عن قلقه فيما يتعلق بظروف اعتقال معارضين بحجة التعامل مع إرهابيين، مشيراً إلى أنها تهمة فضفاضة وسخيفة تستخدمها تركيا وأنظمة كثيرة لكبح الرأي الحر ولتقوية قبضتها على الإعلام وآليات نشر المعلومات بحجة مكافحة وباء كورونا. كما يعتقد إيرول أوغلو ممثل تركيا في منظمة مراسلون بلا حدود في تقرير «دويتشه فيله» أن أردوغان لن يتوقف حتى اعتقال آخر صحفي ينتقده، وأن الصحف والقنوات القليلة محدودة الميزانية الباقية ما زالت تضايقه وتعكر صفوه.
و قد نشرت منظمة مراسلون بلا حدود نتائج مؤشر حرية الصحافة لعام 2020 أمس، كاشفة عن احتلال تركيا المرتبة 154 من بين 180 دولة. و أشار التقرير إلى إسكات السلطات في تركيا العشرات من المؤسسات الصحفية خلال السنوات الأخيرة، وأنها تضم أكبر عدد من الصحفيين المعتقلين من بين الدول الواردة في التقرير، مضيفاً أن تزايد الرقابة المفروضة على شبكة الإنترنت أمر مقلق. و كانت نقابة الصحافيين في تركيا قد أعلنت في بداية الشهر الجاري أن «الصحافة في تركيا تمر باختبار أكثر صعوبة من أي وقت مضى».
(المصدر: الرؤية)