كشفت عملية مطاردة أطلقتها شرطة قطاع غزة للبحث عن شخص هرب من الحجر الصحي الاحترازي عقب وصوله من مصر عن مفاجأة غير متوقعة.
الشاب الهارب وصل إلى القطاع السبت الماضي عبر معبر رفح قادماً من مصر، وتم إيداعه في الحجر الاحترازي ضمن 1632 شخصاً دخلوا إلى القطاع بالاتفاق مع السلطات المصرية خلال الأسبوع الماضي. لكن الشاب أكرم طباسي تمكن من الهرب من الحجر في إحدى المدارس في مدينة رفح. و فور اكتشاف أمر هروبه تم إعلان حالة الاستنفار القصوى في صفوف الأجهزة الأمنية والتي قامت بإغلاق شارع صلاح الدين، وعزلت جنوبي قطاع غزة عن شماله نشرت اسمه وصوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي كي لا يتم مخالطته خشية أن يكون مصاباً. و أوضح إياد البُزم المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة أنه أثناء إجراءات التفقد اليومي للخاضعين للحجر في مركز رفح جنوب قطاع غزة، صباح يوم السبت الماضي، تم اكتشاف هروب الشاب طباسي، وعلى الفور باشرت الأجهزة الأمنية والشرطية عمليات البحث والتعقب إلى أن تم ضبطه بعد عدة ساعات، وإخضاعه للتحقيق.
و قال البُزم لـ«الرؤية»: «كانت لحظات عصيبة فور اكتشاف هروب طباسي، حيث توجهت خلية الأزمة بوزارة الداخلية والأمن الوطني إلى مدينة خان يونس مسقط رأسه، وقامت بالمتابعة الميدانية للأماكن التي ربما تردد عليها». و أضاف: «اتضح من خلال التحقيق أن طباسي توجه إلى منزله في مدينة خان يونس، وقد خالط أفراد أسرته بالإضافة إلى سائق السيارة الذي تم ضبطه برفقته، وهو أحد أقربائه، حيث تم إغلاق الحي الذي يقطنه بشكل كامل، ومنع الخروج والدخول من المنطقة، وتم فرض الإغلاق على منزله، ووضع جميع سكانه في الحجر الصحي الاحترازي، واتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة معهم». و أوضح أنه تم إخضاع 30 شخصاً للحجر الصحي ممن يشتبه بمخالطتهم للهارب خلال ساعات هروبه، سواء من داخل المنزل أو خارجه.
و أشار البُزم إلى أن أول إجراء تم عمله بعد إلقاء القبض عليه هو أن الأطقم الطبية أخذت عينة فحص منه، وتم إحالتها إلى المختبر المركزي لإجراء الفحص اللازم، حيث أظهرت النتائج أنها سلبية وأنه غير مصاب. و أكد أن هذه النتيجة أراحتهم بشكل كبير حتى لا توقعهم في مشكلة كبيرة تكون نقطة تحول في تفشي المرض في غزة. و قال البزم: «تم تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في كيفية هروب طباسي من مركز الحجر، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذا الأمر، وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه؛ لعدم التزامه بإجراءات الحجر القانوني، وتعريضه حياة المواطنين للخطر». و أضاف: «خلال عمل اللجنة التي شكلت لذلك وفي إطار التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية في حادثة الهروب وبعد التحقيق معه ومتابعة حيثيات الهروب، تم اكتشاف أنه كان يعمل ضمن شبكة لتهريب وترويج المخدرات».
و كشف البُزم أن طباسي كان بصدد استلام وتسليم كمية كبيرة من المواد المُخدرة، مشيراً إلى أنه تم ضبط 8 آلاف حبة مخدرة، وجرى تحريز المواد المخدرة المضبوطة. و أوضح أن التحقيقات في القضية قادت إلى إلقاء القبض على 7 آخرين من المهربين والمُروجين، وإحالتهم للتحقيق. و من جهته، دعا الدكتور أدهم حسونة أستاذ الإعلام في جامعة الأقصى بغزة المواطنين إلى ضرورة الالتزام بالضوابط الصحية والقرارات الصادرة عن وزارة الصحة والالتزام بحالة الطوارئ وعدم خرقها حتى يزول هذا الوباء. و قال د. حسونة لـ«الرؤية»: «الحجر الصحي الاحترازي هو لمصلحة المواطن والمجتمع عامة وليس ضد أشخاص بعينهم». و أضاف: «أن القدر ساق هؤلاء الناس أن يكونوا خارج البلاد حينما انتشر هذا الوباء ويعودوا إليها لذلك يجب الالتزام بضوابط الحجر». و شدد على أن الهدف الأساسي من الحجر الاحترازي هو حماية المجتمع من الفيروس وليس عقوبة ضد أحد.
(المصدر: الرؤية)