تتامي المبادرات التطوعية الشعبية في قطاع غزة بهدف التخفيف من الأزمة المالية للأسر الفقيرة في ظل تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.
لجأت مجموعة من النسوة في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، إلى إطلاق مبادرة لإعداد وتحضير وجبات غذائية لأكثر من 100 أسرة فقيرة، بالإضافة إلى مرضى السرطان والكلى هي الأولى من نوعها. و تتجمع النسوة أيام الجمعة من كل أسبوع لمدة خمس ساعات متواصلة، لتحضير الأكلات المعروفة شعبيا المكونة من (الأرز، واللحم أو الدجاج). و تعمل النسوة ضمن فريق يحمل اسم « تجمع مبادرون »، الهادف إلى تنفيذ نشاطات مجتمعية لتعزيز الترابط الاجتماعي وفق ما تقول الخمسينية نجاح عياش إحدى مؤسسات المبادرة. و تشير عياش لوكالة أنباء (شينخوا)، بينما كانت تباشر على مراحل طهي الطعام، إلى أن المبادرة تساهم في تعزيز التكافل الاجتماعي بين سكان مدينة رفح في ظل ازدياد أعداد الأسر الفقيرة نتيجة أزمة كورونا.
و توضح عياش التي تتنقل بين زميلاتها، بأن النسوة المشاركات بالمبادرة بينهن خريجات جامعات « يعملن بشكل تطوعي لتحضير الطعام للأسر الفقيرة والمرضى ». و تضيف « زدنا كميات الطعام اللازمة مؤخرا نتيجة الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه السكان، في ظل أزمة كورونا التي أدت إلى ازدياد عدد الأسر الفقيرة نتيجة بقاء المواطنين في المنازل دون عمل ». و تشير عياش، إلى أن النساء هن الأقدر لمساعدة العائلات المحتاجة « كونهن الأكثر قدرة على العطاء من خلال مشاعرهن وإرادتهن والرغبة الذاتية بمساعدة الآخرين ». و سجل قطاع غزة حتى الآن 13 إصابة بفيروس كورونا، علما أنه يواجه حصارا إسرائيليا منذ منتصف عام 2007 على إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.
و تتخذ حماس إجراءات صارمة للحد من تفشي المرض تشمل إغلاق المدارس والجامعات ومنع التجمعات العامة فضلا عن إغلاق الفنادق والمطاعم الكبيرة وحظر السفر إلى الخارج. و تنشط الشابة العشرينية ناريمان عدوان في تلبية طلبت النسوة من احتياجات ووضع اللمسات الأخيرة لإعداد وجبات الطعام بغرض توزيعها على الفقراء. و تقول عدوان لـ (شينخوا)، إن المرأة الفلسطينية دائما موجودة في تعزيز العلاقات المجتمعية والأسرية وخاصة في ظل الأزمات ». و تضيف الشابة الأم لطفلين أنه « رغم الفقر الذي يعاني منه المجتمع في غزة، إلا أنه ما زال فيه الخير والسكان قادرون على مساعدة بعضهم البعض »، معربة عن أملها إنشاء العديد من المبادرات النسوية في القطاع لتوفير الطعام لأكبر عدد من الأسر الفقيرة.
و امتدت المبادرات المجتمعية إلى الرجال أصحاب عقارات الإيجار، بحيث بادر عدد منهم إلى إعفاء بعض مستأجري الشقق السكنية من دفع الإيجار في ظل أزمة فيروس كورونا و قرر مطر العشي، صاحب بناية سكنية مكونة من خمسة طوابق، إعفاء مستأجريه من دفع المستحقات المالية، مساهمة في تخفيف الأعباء المالية عنهم. و يقول العشي لـ (شينخوا)، إن « نسبة كبيرة من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، وأزمة فيروس كورونا زادت من الأزمة الاقتصادية نتيجة فقدان عدد كبير من أصحاب الأعمال اليومية مصدر دخلهم. و يشير إلى أن غالبية المستأجرين لديه يعملون بالمياومة ولا يمكنهم دفع المال في الوقت الحاضر « لذلك قررنا مساعدتهم بعدم الدفع لمدة خمسة أشهر مقبلة ».
و سبق أن صرح وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني لـ (شينخوا)، بأن أكثر من 53 ألف أسرة فلسطينية دخلت الشهر الماضي ضمن قوائم الأسر المصنفة تحت خط الفقر بسبب توقف آلاف المنشآت الاقتصادية عن العمل، بفعل الأزمة الناتجة عن تفشي الفيروس، متوقعا أن يرتفع العدد لنحو 100 ألف أسرة جديدة خلال الفترة القادمة.
(المصدر: شينخوا)