نقلت الولايات المتحدة الأمريكية جبهة حربها الكلامية مع الصين من اتهاماتاتها المتعلقة بنشر «كورونا» على مدار الأسابيع الماضية إلى اتهامها بإجراء تجارب نووية سرية.
رجح تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية أن الصين أجرت تفجيرات نووية سرية محدودة، رغم المعاهدة الدولية، الأمر الذي نفته الصين وردت عليه بقوة. و إذا ما صح الخبر الذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» سيؤدي ذلك إلى تدهور العلاقات المتوترة في الأساس بين البلدين، بسبب الاتهامات الأمريكية للصين بأن جائحة «كوفيد-19» العالمية، نتجت عن سوء تعامل بكين مع تفشي المرض في مدينة ووهان نهاية العام الماضي. و قالت وزارة الخارجية إن هناك مخاوف أمريكية من احتمال انتهاك بكين لمعيار «القوة الصفرية» في التفجيرات النووية نشأت بفعل أنشطة في موقع «لوب نور» للاختبارات النووية خلال 2019.
و يشير مصطلح القوة الصفرية إلى إجراء اختبار نووي لا يشمل أي تفاعل متسلسل مصحوب بانفجار مثل النوع المستخدم في تفجير رأس حربي نووي. و تنص معاهدة حظر إجراء التجارب النووية المبرمة عام 1996 على السماح بالأنشطة التي تكفل أمان الأسلحة النووية. و نفت الصين، الخميس، ما وصفتها بـ«المزاعم الأمريكية»، وقال تشاو لي جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده ملتزمة بالامتناع عن إجراء التجارب النووية، مضيفاً أن الولايات المتحدة توجه لها اتهامات كاذبة. و أضاف: «الانتقاد الأمريكي للصين بلا أساس على الإطلاق، ولا يستحق التفنيد». و قال تشاو إن «الصين دأبت على تنفيذ التزاماتها وتعهداتها الدولية بصورة مسؤولة، وأيدت التعاون الدولي».
كانت الصين قد تعهدت بعدم اختبار أسلحة نووية، لكنها مثل الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى، لم تصدق بعد على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. يشار إلى أن الصين قوة نووية معترف بها، لكنها تزعم أنها لا تملك سوى عدد ضئيل من الأسلحة النووية مقارنة بالأسلحة التي تمتلكها الولايات المتحدة وروسيا. و أشار تشاو، اليوم، متهكماً إلى انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، وغيرها من الاتفاقات، كأساس لدحض اتهامات واشنطن لبكين. و قال تشاو إن الصين، على النقيض من ذلك، «قدمت مساهمات مهمة لدعم النظام الدولي للحد من التسلح ومنع الانتشار، فضلا عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين».
و أشار أيضاً إلى أن الولايات المتحدة هي التي لم تدمر بعد مخزونها من الأسلحة الكيميائية، وهي تعزز باستمرار قواتها المسلحة بطريقة «تقوض التوازن الاستراتيجي والاستقرار العالميين وتعوق عملية تحديد الأسلحة ونزع السلاح على الصعيد الدولي». و ختم تشاو: «إذاً، فهي ليست مؤهلة لتكون قاضية أو حكماً في هذا الصدد».
(المصدر: الرؤية)