على مدار الأشهر القليلة الماضية، استحوذ تفشي وباء كورونا على الأخبار حول العالم. لكن المؤكد أن هذه الجائحة ليست الحدث الوحيد في العالم.فماذا عن الأحداث المهمة الأخرى التي كانت تتصدر الأخبار؟
في الوقت الحالي، يتوقع استمرار وقف إطلاق النار قليلًا في إدلب، حيث تستعد المنطقة الأخيرة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة لانتشار متوقع لفيروس كورونا. و يقول حسن حسن، وهو من مركز « غلوبال بوليسي »، إن وقف إطلاق النار معلّق بخيط رفيع، وإن « الناس وجدوا متنفسا حاليا، وهذا يعتبر من الآثار الجانبية للجائحة ».
و تعرضت الهدنة المتفق عليها بين الروس والأتراك لخرق خطير بعد إرسال أنقرة قواتها إلى الحدود مع سوريا، في محاولة لمنع تقدم القوات الحكومية نحو استعادة آخر المناطق التي تقع خارج سيطرتها. كن الهدوء في إدلب يهدده عدو جديد، فقد دمّر القتال النظام الصحي في المحافظة، خاصة خلال الغارات الجوية للطائرات الروسية والسورية. ولا يملك نحو مليون نازح إلّا القليل ليصدّون به فيروس كوفيد-19.
و دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن إلى وقف كامل لإطلاق النار لـ »ضرورة إنسانية و سياسية ». و تقول كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة إن هناك قضايا لم تحلّ بعد بين الطرفين : »لا أظن أن روسيا وتركيا تعتقدان أن وقف إطلاق النار سيستمر طويلا ». الأمر ذاته بالنسبة لتنظيم « هيئة التحرير الشام »، إذ تفيد تقارير بأنهم يعيدون تجميع صفوفهم.
كذلك تستفيد كلّ تركيا وروسيا من هذه الهدنة لتعزيز وضعهما استعدادا للجولة القادمة.
لمدة شهر تقريبا، ساد الجمود السباق بين الديمقراطيين لمعرفة مَن سيواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة. و بعد أن أصبح نائب الرئيس السابق جو بايدن في طليعة المرشحين في الانتخابات التمهيدية، ظل منافسه بيرني ساندرز غير راغب في التنازل. و بعد إلغاء عملية التصويت الأولية في ولاية تلو الأخرى، ألغى المرشحان جميع الفعاليات العامة، وعمدا إلى إصدار بيانات مصورة وإجراء مقابلات من منزليهما. و كل شيء تغيّر الآن بعد إلغاء ساندرز الأربعاء حملته الانتخابية. لكن ما حدث يؤكد أنه سيكون على الناخب الأميركي الاختيار في شهر نوفمبر المقبل، بين بايدن وترامب.
و أجلّ الديمقراطيون مؤتمرهم الوطني من منتصف شهر يوليو إلى منتصف أغسطس/آب على أمل أن يكون قد أصبح ممكناً جمع آلاف الناشطين، من الناحية الصحية واللوجستية. لكن هناك شكوكا حول ما إذا كانت نهاية شهر أغسطس/آب، تاريخاً مناسباً للجمهوريين لإجراء مؤتمرهم الوطني. و في ما يخصّ السباق الرئاسي، فقد شهد ترامب تعثراً طفيفاً بحسب الاستطلاعات منذ بدء أزمة فيروس كورونا، ربما بسبب التزامه بالظهور المستمر في المؤتمرات الصحفية اليومية للبيت الأبيض. بينما لا يزال بايدن يحظى بأفضلية طفيفة في المواجهة، مما يشير إلى أن الفارق في السباق سيكون بسيطا. لكن ليس هناك ما يدلّ على الحالة المزاجية للناخبين في الأسابيع القليلة قبل موعد الاقتراع في شهر نوفمبر.
في شهر مارس، دخلت حرب اليمن التي لطالما وُصفت بالمنسية عامها السادس. و شهدت الأسابيع القليلة الماضية تصعيدا في القتال، بينما تحولت أنظار العالم إلى حدث آخر، وهو ما قد يفاقم من أزمة نسيانها أكثر من أي وقت مضى. و قبل أسبوعين، نفّذت طائرات التحالف التي تقوده السعودية، غارات على مناطق في شمال اليمن، ردّاً على هجوم على مدن سعودية، زعم الحوثيون تنفيذها. لا أزال أذكر خلال تغطية أزمة وباء الكوليرا في اليمن في 2016، عجز البلاد عن مواجهة انتشار الوباء، كان محزناً رؤية مصابين لا يجدون مستشفى للعلاج. و من المرعب مجرّد التفكير في أن اليمن تواجه الآن خطر وباء جديد، يحتاج علاجه إلى توفير أسرّة طبية وأدوات تهوية غير متوفرة.
و رحب معظم اليمنيين بإعلان وقف إطلاق النار الأسبوع الحالي. لكن حتى لو توقفت الحرب، فهذا يعني أن اليمن قد تحتاج لعقود لتعود إلى عافيتها. فاحتياجات اليمن كثيرة جدا وبالغة التعقيد؛ إذ أدّت الحرب إلى تدمير الاقتصاد اليمني بشكل كبير وقلصّت مؤسساته العامة، وضربت بنيته التحتية ونظامه الصحي. و يحتاج 80 في المئة من السكان إلى مساعدات خارجية للبقاء على قيد الحياة. ورغم ذلك، أعلنت الأمم المتحدة هذا الأسبوع تخفيض عملياتها في البلاد، مشيرة إلى نقص في التمويل. و يستعد اليمنيون الذين يدركون عدم قدرة بلادهم على المواجهة، لاقتراب شبح فيروس كورونا.
رغم التركيز الكامل على أزمة جائحة كورونا في بريطانيا، وخضوع رئيس الوزراء بوريس جونسون للعلاج بعد إصابته بالفيروس، يصرّ المسؤولون في الحكومة البريطانية على ضرورة إنجاز اتفاق الخروج من الإتحاد الأوروبي ضمن الجدول الزمني المتفق عليه. و قد خرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير، لكنها الآن في مرحلة انتقالية تدوم حتى آخر العام، ولا زالت إلى حد ما تعامل معاملة الدول الأعضاء. و تقول الحكومة البريطانية إنه يجب التوصل إلى صفقة تجارية مع أوروبا بحلول نهاية العام. لكن المملكة المتحدة لن تسعى إلى تمديد الفترة الانتقالية إذا لم يتحقق ذلك.
و كانت الفكرة من وراء الفترة الانتقالية التخفيف من حدوث اضطراب في عمليات التجارة والسفر بين أوروبا والمملكة المتحدة. ويمكن تمديدها لعام أو عامين، وهو ما يراه الاتحاد الأوروبي معقولاً في ظلّ الظروف الحالية. من المفترض أن يستأنف المفاوضون من الجانبين محادثات بشأن قضايا تجارية الأسبوع الحالي عبر الفيديو، وسيسعى الجانبان لتحقيق تقدم جيد وسريع، لكن الوقت يمرّ بسرعة. و لن تطلب أوروبا رسميا من المملكة المتحدة تمديد الفترة الانتقالية. ويقول مسؤولون أوروبيون إنّ الجدول الزمني الضيق وضعه جونسون. لذا، فإن أي مقترح بالتمديد يجب أن يأتي من لندن.
في بداية شهر نوفمبر، أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز حالة الطوارئ، وأصدرت الإنذار الأول عقب حدوث حريق كارثي في البلاد. تسبب ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، بالإضافة إلى رياح قوية وجفاف شديد – استمر ثلاث سنوات على الأقل في بعض المناطق – في تأجيج الحرائق في الغابات. وأدّى إلى احتراق 11 مليون هكتار وتدمير أكثر من 2000 عقار. و دُمّرت الحياة البرية في أستراليا، وفُقد نحو مليار حيوان. و كانت مشاعر الغضب والانتقادات التي تعرّض لها رئيس الوزراء في إدارته جانباً مهمّاً من القصة أيضاً. و في النهاية هطل المطر في بعض المناطق، وأنهى سنوات من الجفاف في مناطق أخرى.
كانت هناك أمطار كافية لإخماد معظم الحرائق حتى تم السيطرة عليها جميعًا. وكان ذلك بمثابة مهلة كبيرة لرجال الإطفاء المتطوعين المنهكين بعد العمل لأشهر دون توقف. في 31 مارس، أعلنت خدمة إطفاء الحرائق الريفية في نيو ساوث ويلز نهاية حرائق الغابات الأكثر تدميراً في تاريخ الولاية والبلاد. و على الرغم من إخمادها، لا يزال الضرر موجودًا. فقد كان للحرائق نتائج كارثية على الاقتصاد، خاصة في القطاع السياحي. و تشعر العديد من العائلات بالقلق خشية أن تنسى همومها ومشاكلها مع تركيز الحكومة على التصدي للفيروس.
(المصدر:BBC عربي )