سجلت اليمن اليوم الجمعة أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) في حين تؤكد الأمم المتحدة بأن سكان هذا البلد المضطرب يواجهون أدنى مستويات الرعاية الصحية وستكون محاربة الفيروس شديدة الصعوبة.
أعلنت وزارة الصحة اليمنية اليوم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس (كوفيد -19) في البلاد التي تعاني من أوضاع صحية متدهورة جراء الصراع الدموي القائم من أكثر من خمس سنوات. و قال علي الوليدي، المتحدث باسم اللجنة الوطنية العليا للطوارئ (حكومية)، إنه تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في اليمن بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت، شرقي البلاد. و أوضح الوليدي، في مؤتمر صحفي، أن « حالة الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا التي سجلت في مدينة الشحر هي لمواطن يمني يعمل في الميناء (ميناء الشحر)، لافتا إلى ان الحالة مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية اللازمة. و أضاف « تم إتخاذ الإجراءات اللازمة بإتجاه المخالطين وأسرة المريض وقامت فرق الاستجابة السريعة بعمل اللازم وتعقيم المنطقة والميناء ».
و بحسب الوليدي فقد تم تسجيل 120 حالة اشتباه خلال الفترة الماضية منها (94 حالة) في مناطق سيطرة الحوثيين، و (26 حالة) في مناطق سيطرة الحكومة وكانت كل الحالات سلبية وغير مصابة. و أشار المسؤول اليمني إلى انهم سيتعاملون « بشفافية مطلقة في هذا الإتجاه »، داعيا الحوثيين للتحلي بالشفافية ذاتها. و وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، باتخاذ التدابير للحيلولة دون الانتشار والرصد والسيطرة الكفيلة بتجاوز هذا الحدث. و ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة، أن الرئيس هادي أطلع خلال اتصال هاتفي مع محافظ حضرموت فرج البحسني، على الاوضاع الصحية بالمحافظة والتجهيزات والترتيبات اللازمة والاجراءات الاحترازية والوقائية المعمول بها لمواجهة الاوبئة ومنها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
و حث هادي « على أهمية اتخاذ التدابير الناجعة لحصر الافراد المخالطين للحالة المسجلة،اليوم، بالمحافظة وذلك للحيلولة دون الانتشار والرصد والسيطرة الكفيلة بتجاوز هذا الحدث ». و أكد الرئيس اليمني « على ضرورة اضطلاع الحكومة وأجهزتها التنفيذية المختلفة بواجباتها بدعم من الاشقاء في السعودية بتقديم كافة الاحتياجات ». من جانبها، وجهت قيادة السلطة المحلية في حضرموت، بحظر التجوال في المديريات الشرقية (الشحر والديس الشرقية والريده وقصيعر) ابتداء من الثامنة صباحاً اليوم الجمعة حتى السادسة من صباح يوم غد السبت. كما وجهت بإغلاق ميناء الشحر واتخاذ كل إجراءات السلامة والتعقيم للميناء وأرصفته لمدة أسبوع كامل قابل للتمديد، مع التزام كل العاملين في الميناء الحجر المنزلي وعدم المخالطة لمدة أسبوعين.
و في المحافظات المجاورة لحضرموت، وجهت قيادات السلطات المحلية في كلاَ من محافظتي شبوة والمهرة، الأجهزة الأمنية بإغلاق الحدود مع محافظة حضرموت بعد ظهور أول حالة إصابة بالفيروس. و أعربت منظمات دولية عن قلقها جراء الوضع الصحي في اليمن مع تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد. و قالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غراندي، « خشينا من وقوع هذا الأمر لأسابيع والأن حدث ذلك، وأصبح الفيروس موجود في اليمن ». و اضافت في بيان تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، « بعد خمس سنوات من الحرب أصبح الناس في أنحاء البلاد في أدنى مستويات المناعة الصحية وفي أعلى مستويات الضعف الشديد في العالم ». و تابعت « يواجه اليمن أمر مخيف فمن المرجح أن يعاني عدد أكبر من الأشخاص الذين يصابون بالعدوى من المرض الشديد أكثر من أي مكان أخر ».
و أكدت « لم تعد تعمل سوى نصف المرافق الصحية فقط حاليا وستكون محاربة الفيروس شديدة الصعوبة لكنها أعلى أولويتنا ». و أشارت المنسقة الأممية غراندي، إلى أن هذا (انتشار الفيروس) أحد أكبر التهديدات التي تواجه اليمن خلال المائة عام الأخيرة حان الوقت للطرفين للتوقف عن قتال بعضهم البعض والبدء في محاربة فيروس كورونا ». من جانبها، دعت منظمة الصحة العالمية، المجتمعات للالتزام واتباع السلوكيات الوقائية. و قال ألطاف موساني، ممثل الصحة العالمية في اليمن، في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، « نحن نبذل قصارى جهدنا لمنع إنتشار الفيروس ومساعدة السلطات على الأستعداد لعلاج الناس في حالة إصابتهم به ». و أضاف « هدفنا هو ثني المنحى الوبائي ولهذا السبب فإننا ندعو المجتمعات للالتزام بالتباعد الإجتماعي والبقاء في المنازل وإتباع السلوكيات الوقائية ».
و اشار موساني الى أن منظمة الصحة العالمية تقدم « المستلزمات الطبية وأطقم وأدوات الفحص المخبري وأجهزة التنفس الاصطناعي ». و بحسب تقديرات الأمم المتحدة فان اليمن يشهد « أسوء كارثة انسانية في العالم »، ويحتاج ما يقرب من 80 بالمائة من السكان إلى نوع من أنواع المساعدات الانسانية والحماية. و تؤكد التقديرات أن « 10 ملايين يمني على بعد خطوة من المجاعة وسبعة ملايين شخص يعانون من سوء التغذية ». و يتزامن الاعلان عن تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد مع تحذيرات أممية بإغلاق معظم البرامج الرئيسية في اليمن. و بحسب بيان مكتب تنسيق الأمم المتحدة في اليمن، فأنه « سيتم خفض أو إغلاق 31 برنامجا من أصل 41 برنامجا إنسانيا رئيسيا تابعا للأمم المتحدة خلال شهر أبريل مالم يتم تلقي التمويل لها بشكل عاجل ». و يشهد اليمن نزاعا دمويا منذ أواخر العام 2014، بين القوات الحكومية مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية وبين مسلحي جماعة الحوثي الذين يسيطرون على صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني.
(المصدر: شينخوا)