تتزايد التحذيرات من خطر تفشي فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا في ظل نقص شديد في الإمكانيات والمستلزمات الطبية.
يبرز أطباء ومسؤولون طبيون في يوم الصحة العالمي الذي يصادف اليوم، مخاطر نقص كبير في المعدات تعانيها المستشفيات الحكومية في غزة، بحيث تظهر الإحصائيات توفر جهاز تنفس صناعي واحد لكل 33 ألف مواطن تقريبا. و يعيش في القطاع الساحلي نحو مليوني نسمة فيما لا تتجاوز مساحته 365 كيلو مترا، وهو ما يجعله واحدا من أشد مناطق الكثافة السكانية على مستوى العالم، ما يجعل احتمالات تفشي الفيروس كابوسا يصعب تخيل مآلاته. و قال الطبيب هاني الهيثم، إن القطاع لا يتوفر فيه سوى 60 سريراً مجهزاً بأجهزة تنفس و40 غرفة عناية مكثفة في كافة المستشفيات الحكومية، وثلث العدد المذكور تقريبا مشغول بشكل دائم في الوضع الطبيعي. و أوضح الهيثم للصحفيين في مجمع الشفاء الطبي الأكبر على مستوى القطاع، إن المجمع تم بناؤه منذ 30 عاما وكان سكان القطاع في حينه أقل من مليون، لكنه لا يزال على نفس طاقته الاستيعابية من ذلك الوقت.
و أضاف « أن مستشفيات القطاع تحتاج زيادة طاقتها الاستيعابية بأربعة أضعاف على الأقل في الوضع الطبيعي فما بالنا عند الحديث عن خطر مواجهة فيروس فتاك ». و يقول أطباء داخل صالة العناية المكثفة في المجمع إنهم يعانون من نقص حاد في المعدات والمستلزمات الطبية، بما في ذلك أدوات الوقاية ضمن واقع سيء يسبق أزمة الفيروس. كما أن وزارة الصحة في غزة تشكو من نقص حاد في معدات التحليل، ما يحد من قدرتها على فحص كل الحالات المشتبه بها، حيث يقتصر الفحص على الحالات التي يظهر لديها أعراض الإصابة بالفيروس فقط. و سجل القطاع حتى الآن 13 إصابة بفيروس كورونا بعد أن انتقلت العدوى من مواطنين كانا عائدين من باكستان، وذلك من أصل 260 حالة إصابة سجلتها الأراضي الفلسطينية. و يلقي الناطق باسم وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أشرف القدرة، باللائمة على أزمات النظام الصحي في القطاع على الحصار الإسرائيلي المفروض منذ منتصف عام 2007.
و يقول القدرة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن غزة تواجه « حصارا غير قانوني وغير إنساني أفقد القطاع كافة المقومات الإنسانية الصحية والخدماتية وجعله في حال ضعيف بشأن تقديم الرعاية الصحية اللائقة ». و يشير إلى أن مستشفيات غزة تعاني من نقص بنحو 50 في المائة من الأدوية والمستلزمات الطبية بفعل الحصار، إضافة إلى الأجهزة التنفسية وأجهزة العناية المركزة والمستلزمات الوقائية والاحترازية وإجراءات السلامة للكوادر الصحية. و يصادف السابع من أبريل من كل عام يوم الصحة العالمي الذي تقرر الاحتفال به بمبادرة من منظمة الصحة العالمية في عام 1950، بهدف نشر الوعي الصحي. و تأتي المناسبة هذا العام تحت شعار « دعم كادر التمريض والقبالة »، لتسليط الضوء على الدور الذي يضطلع به الكادر الطبي في الحفاظ على الصحة العامة ورعاية المرضى لاسيما في أوقات تفشي الأوبئة والنزاعات.
و قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن يوم الصحة العالمي يحل على القطاع في وقت تعاني فيه المرافق الصحية من تدهور خطير، بما في ذلك النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية ومواد الفحص المخبري لمكافحة كورونا. و حذر المركز في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، من مخاطر انهيار الأوضاع الصحية في قطاع غزة، وعدم قدرة الجهاز الصحي على التعامل مع المرضى في حال انتشار فيروس كورونا. و طالب المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية بالضغط على إسرائيل للالتزام بواجباتها، والسماح بإدخال كافة الاحتياجات الطبية إلى القطاع، وخاصة الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للفحص الطبي لفيروس كورونا. كما دعا المركز المنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدة للجهاز الصحي في قطاع غزة، والعمل على توفير المستلزمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات، للمساعدة في إنقاذ القطاع الصحي من الانهيار.
(المصدر: شينخوا)